لو كنت مكان كوبر
جي بي سي نيوز:- مازال الشعب المصري محتفظاً بهوايته المفضلة وهي "التنظير" على أي مدير فني يتولى قيادة منتخب مصر فمنذ عشرات السنين كنا نجد في وسائل الإعلام شكاوى من مدربي المنتخبات أن مصر بها ملايين المدربين لأن كل مواطن يتابع الساحرة المستديرة ينصب نفسه على مقعد المدير الفني وينتقد ويهاجم ويضم ويستبعد وغيرها من الأمور الفنية.
ومع عودة منتخب مصر إلى منافسات بطولة أمم أفريقيا بعد غياب 3 نسخ متتالية ، بدأ فيلم الـ90 مليون مدرب في العرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات والمقاهي هذا ينتقد المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للفراعنة بسبب طريقته الدفاعية وآخر مازال يطالب بضم مؤمن زكريا وحديث عن الحارس الأساسي وغيرها من الأمور التي يختلقها البعض لإثارة الجدل حول منتخب مصر.
كل هذا الكلام ليس غريباً حين يقوله مشجع ففي النهاية الجمهور تحكمه عواطفه وحماسه وغيرته على المنتخب أو الفريق الذي يشجعه بعيداً عن أي تفاصيل وكواليس ربما لا يعلمها أو يتجاهلها ولكن أن تخرج علينا استوديوهات التحليل بأقاويل من شأنها إثارة الجماهير ضد منتخب مصر وكوبر قبل البطولة بأيام فهذا أمر لا مبرر له.
تابعت الاستوديو التحليلي لمباراة مصر وتونس الودية واندهشت من إجابة فاروق جعفر النجم الكبير الذي كانوا يلقبونه بملك النص وهو يقول إن منتخب مصر لابد أن يحدد هدفه في أمم أفريقيا وبسؤاله عن الهدف الأنسب للمنتخب رد قائلاً:" المربع الذهبي طبعاً".
فاروق جعفر يطالب كوبر بالخروج لوسائل الإعلام للتأكيد أن المنتخب سيصل للمربع الذهبي ، وأي مدرب يطلق هذا التصريح الذي من شأنه هدم المعبد فوق رأسه خاصة إذا كان كوبر يخوض أمم أفريقيا لأول مرة وبمنتخب به 3 لاعبين فقط خاضوا البطولة من قبل هم أحمد فتحي ومحمد عبد الشافي والحارس عصام الحضري.
الغريب أن فاروق جعفر نفسه تولى قيادة منتخب مصر عام 1997 ورحل سريعاً بعد سلسلة من النتائج السيئة وعندما عمل مدرباً عاماً مع الدكتور طه إسماعيل في أمم أفريقيا 1994 ودع المنتخب على يد مالي في دور الثمانية.
يا كابتن فاروق .. لو كنت مكان كوبر؟ هل كنت ستخرج للإعلام وتؤكد أنك ستصل للمربع الذهبي ، لو كنت مكان كوبر هل ستجازف هجومياً وقد كنت ملك الطرق الدفاعية مع فرق الدوري المصري؟ لو كنت مكان كوبر ومعك هذا الجيل الصاعد هل كنت ستملك جرأة الاعتماد عليه أم ستختار اللعب بالعواجيز أصحاب الخبرات ممن تخطوا الثلاثين عاماً؟
ليس هذا فحسب بل تجد المذيع سيف زاهر الذي هو في الأساس عضو بمجلس إدارة اتحاد الكرة يوجه سؤالاً ينبهر أيمن يونس بخبثه وذكاءه ويقول لهاني رمزي نجم مصر الأسبق هل ودية تونس ستكشف الحارس البديل بين أحمد الشناوي وشريف إكرامي للحارس الأساسي عصام الحضري؟
هذه النوعية من الأسئلة في ظل أجواء نطالب بزوالها من الاحتقان بين جماهير الأهلي والزمالك من شأنها إشعال الفتن بل أنها تثير غضب الحراس الثلاثة قبل البطولة بدلاً من حثهم على التركيز والأفضل من سيلعب في النهاية.
أتمنى من السادة المحللين أن يكونوا واقعيين في تحليلاتهم وخاصة فيما يخص منتخب مصر الذي يحتاج للمساندة وليس لإثارة الأزمات والتساؤلات "الخزعبلية" وإطلاق النظريات الوهمية مثل "باصي لصلاح".
المخزي أيضاً في هذه الاستوديوهات بصفة عامة سواء في مباريات المنتخب أو فرق الدوري الأسئلة التافهة التي يوجهها بعض مراسلي القنوات على المدربين واللاعبين والتي تستخف بعقل المشاهد واللاعب نفسه.
فعلي سبيل المثال ، تجد مراسل يسأل أحمد فتحي عقب ودية تونس ماذا قال لك علي معلول زميلك بالأهلي بعد المباراة؟.. فتحي اكتفى بالضحك وأكد أنه تمنى التوفيق له ، من حق فتحي أن يضحك لأن المراسل كان يظن أن منتخب مصر يلعب في عالم الكابتن ماجد واللاعبون يتبادلان الصراخ "سأمزق الشباك" و"لن تكسب الرهان هذه المرة".
وحتى لو كانت هناك أحاديث ودية أو طريفة أو حتى عدائية بين اللاعبين فليس منطقياً أن يخرج اللاعب بعد لقاء ودي ليس أكثر دون وجود حدث معين يوحي بوجود أزمة أو موقف في المباراة.
كورة 2017-01-10
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews