عون في الرياض والدوحة: طَي صفحة الانتكاسات
جي بي سي نيوز:- تقلع اجنحة الأرز بعد ظهر الاثنبن المقبل من مطار بيروت في اول رحلة رئاسية خارجية في العهد الجديد، وجهتها المملكة العربية السعودية. شاء ربُان العهد رئيس الجمهورية ميشال عون ان تكون إطلالته الخارجية الاولى بتلبيته اول دعوة رسمية وصلته من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وان تكون إطلالته الثانية في قطر التي تلت السعودية مباشرة بأن أرسل اميرها موفده حاملاً الدعوة للرئيس عون لزيارة رسمية لبلاده. تستمر الزيارة الى المملكة يومي الاثنين والثلثاء، تليها قطر يومي الاربعاء والخميس. ويرافق عون وفد وزاري يضم ثمانية وزراء، هم: الداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل، والدفاع يعقوب الصراف، والمال علي حسن خليل، والاقتصاد والتجارة رائد خوري، والتربية والتعليم العالي مروان حمادة ، والإعلام ملحم رياشي، ووزير الدولة للشؤون الرئاسية بيار رفول.
أكثر من قاسم مشترك بين الزيارتين اللتين يفترض بهما ان تعيدا العلاقة مع البلدين الى مجاريها السابقة، فيلغيا النصائح السابقة بعدم زيارة لبنان، ويفتح الضوء الاخضر رسمياً امام عودة الرعايا السعوديين والقطريين الى لبنان. والتركيز الاكبر في هذا الاطار سيكون على إزالة كل الشوائب التي اعترت العلاقة مع الرياض خلال مرحلة الشغور الرئاسي، والتي أدت الى فتور وانتكاسات، والى مغادرة السفير السعودي الى بلاده وعدم العودة،اضافة الى توجيه النصح للرعايا السعوديين بعدم المجيء الى لبنان. وفق مصادر وزارية معنيٰة، أن انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية أحدث قراءة سعودية جديدة للعلاقة ترجمت على الفور بالدعوة له لزيارة المملكة، إيذاناً بطي صفحة التوتٰر والتباينات بين البلدين. ومن الطبيعي ان تتضمٰن المباحثات الرسمية المقبلة السبل الكفيلة بإعادة تفعيل وتطوير العلاقات الثنائية التاريخية في مختلف المجالات، ومن ضمنها معالجة كل النقاط العالقة التي شغلت المسؤولين اللبنانيين في الفترة السابقة: التعاون بين البلدين والدعم السعودي للبنان،وبديهي ان تكون الهبة السعودية المتوقفة موضع بحث.
ويتطلع الجانب اللبناني الى الافراج عن القسم الاكبر منها لاسيما المتعلٰق منها بتغطية المعدات والتجهيزات التي استمرّت الشركات الفرنسية بتصنيعها وإعدادها بناءاً لحاجات ومطالب الجيش والقوى الامنية اللبنانية. وتشمل نقاط البحث ايضاً اعادة اطلاق عجلة التعاون الاقتصادي والتجاري مع المملكة التي تعتبر البلد العربي الاول في الاستيراد من لبنان، كما سيبحث في تشجيع حركة التبادل والاستثمار، ومساعدة اللبنانيين العاملين في المملكة وتسهيل حركة الزيارات والتنقّل للبنانيين والسعوديين بين البلدين، برفع كل العقبات هنا او هناك. ومن المنتظر ان تستحوذ تطورات المنطقة بشقّ اساسي في المباحثات الثنائية، بالتطرٰق الى حروب الجوار. وفي هذا السياق، من المتوقٰع ان يشرح رئيس الجمهورية وجهة نظره التي اعلنها في خطاب القسٰم وكُرّست مبدءاً اساسياً في البيان الوزاري، لجهة تأكيده على تحييد لبنان عن الصراعات العربية، في موازاة تشديده على الحلّ السياسي السلمي للازمة في سوريا، لأن من شأنه ان يساعد في حلّ مأساة النازحين السوريين حتى ولو تدريجياً.
وفي برنامج الزيارة الى المملكة، لقاء -خلوة بين رئيس الجهورية والملك سلمان بن عبد العزيز ، يعقبها لقاء موسٰع يضمّ وزراء الوفد الرسمي ومسؤولين سعوديين، ثم تعقد لقاءات عمل ثنائية بين الوزراء اللبنانيين ونظرائهم السعوديين. ويقيم الملك سلمان مأدبة غداء رسمية للرئيس عون والوفد الرسمي بمشاركة كبار المسؤولين في المملكة. ومن المقرر ايضاً ان يقوم ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بزيارة للرئيس عون في مقر اقامته. ويتخلُل البرنامج، لقاء لرئيس الجمهورية مع الجالية اللينانية ورجال الاعمال عنوانه استعادة الثقة وعودة التعاون والتبادل والاستثمار بين لبنان والمملكة العربية السعودية.
العناوين الثنائية والإقليمية المطروحة في الرياض هي نفسها تقريباً ستكون على طاولة البحث في الزيارة الرئاسية الى الدوحة، ويضاف اليها البحث بإمكانية مساعدة الدولة القطرية في حلّ قضية العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيم الدولة ، التي سيثيرها رئيس الجمهورية مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة ال ثاني. ويتضمّن برنامج الزيارة لقاء- خلوة، ومحادثات موسّعة بمشاركة الوزراء اعضاء الوفد الرسمي وكبار المسؤولين القطريين، ويقيم أمير الدولة غداءاً رسمياً على شرف الرئيس عون والوفد ، كما يقوم بعض المسؤولين القطريين بزيارة للرئيس عون في مقر اقامته، وهو يلتقي الجالية اللبنانية وأمامها يعلن ابرز ما تحقّق من انفراجات في العلاقة مع اول دولتين خليجيتين يزورهما، في اطار جولته العربية التي يواصلها تباعاً .
المصدر: النهار اللبنانية
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews