خدعوك فقالوا: عودة الجماهير
جي بي سي نيوز:- لا أحد ينكر أن هناك العديد من الصور المضيئة التي شهدتها الملاعب المصرية مؤخراً، وكانت الجماهير أحد أبرز أركانها.
كانت البداية مع مطلع 2016، وذلك خلال بطولة الأمم الأفريقية لكرة اليد التي استضافتها مصر وتوجت بلقبها، وكانت الجماهير رائعة في الحضور والسلوك والتشجيع الحضاري بالصالة الكبرى لاستاد القاهرة، وجاءت بعد ذلك بضع مناسبات أبرزها مباراة مصر ونيجيريا في ملعب الجيش ببرج العرب في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا بالجابون، وكذلك مباراة مصر وغانا في نفس الملعب بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، وأخيراً بطولة أفريقيا لكرة السلة التي استضافتها صالة النادي الأهلي، وتوّج الأحمر بقلبها.
هذه هي الجوانب المضيئة التي شجّعت كثيرين وأنا منهم في وقت ما، على المطالبة بعودة الجماهير إلى الملاعب، ولكني على المستوى الشخصي أعود وأقول الآن إن تلك العودة المتوقعة ستكون محفوفة بالكثير من المخاطر، وربما تتحول أفراح الحضور الجماهيري إلى مآتم لا يمكن لمصر أن تتحمل تبعاتها مجدداً.
أبرز الأسباب التي تثير حذر البعض تجاه عودة الجماهير تلك الحالة من التوتر والحنق الشديد التي تسيطر على الملاعب الكروية بشكل خاص، ويمكن أن نراها بعيداً عن المباريات الجماهيرية، فما بالك بمباريات الدور الثاني التي ستحدد البطل ويشتد فيها الصراع على الهروب من الهبوط.
الجانب الأبرز لتلك الحالة المسيطرة على ملاعب كرة القدم على وجه الخصوص هو التحكيم الذي يهدد بكوارث لا يحمد عقباها في حالة وجود الجماهير، فأخطاء الحكام، ومع الاعتراف بأنهم بشر وليسوا معصومين، أصبحت تحمل رائحة يمكن وصفها بالقذرة، لأن الصافرة التحكيمية أصبحت وللأسف تتلون بحسب قمصان الأندية، وليس وفقاً للقانون.
الجانب الثاني يتمثل في حالة الهياج التي تصيب اللاعبين والأجهزة الفنية خلال المباريات دون حدوث سبب قوي يستدعي تلك الحالة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحول حالة الهدوء المفترضة في المدرجات إلى هياج وشغب، وذلك في ظل تغييرات سلوكية يعاني منها الكثيرون في أعقاب الأحداث التي شهدتها الكثير من الدول العربية ومن بينها مصر في السنوات الأخيرة.
وهناك جانب ثالث يتمثل في الإعلام وعدم اكتراث كثير ممن يعملون في العمل الإعلامي بأخلاقيات المهنة، وسعيهم لتحقيق السبق بتصريحات ومشاهد نارية، ولو على حساب المصلحة العليا.
في النهاية فإن قرار عودة الجماهير أكبر كثيراً من مجرد "جرّة قلم"، فالنار من مستصغر الشرر، وكثير من المصائب تبدأ بكلمة، وبالتالي فإن دراسة الأمر من جميع الوجوه والحرص إزاء نقاط القصور يمكن أن يقلل نسبة الخطر مع الاعتراف بأنه لا يمكن منعها بالكلية.
(كورة 2016-12-20)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews