تونس وغزة تحتفيان بالشهيد الطيار محمد الزواري

جي بي سي نيوز :- قال رضوان الزواري شقيق مهندس الطيران الشهيد محمد الزوادي، الذي اغتيل الخميس الماضي، إن بيت الشهيد تحول اليوم إلى مزار لكل شرائح المجتمع المدني التونسي.

ونفى الزواري أي اتصال من الحكومة أو من أي زعيم حزب سياسي بهم منذ وفاة شقيقه للعزاء أو للسؤال عن الجريمة.

وقال: "حتى الآن لم نتلق أي اتصال من أي مسؤول حكومي أو زعيم سياسي له علاقة بعملية الاغتيال التي تعرض لها شقيقي المهندس محمد الزواري".

تضامن تونسي كبير

لكن الزواري أعرب عن ارتياحه لطبيعة التضامن الشعبي والمدني التونسي معهم، وقال: "كنت أعتقد أننا سنتألم وحدنا لفقد شقيقي محمد رحمه الله، لكن اليوم بيتنا وساحاته لم تعد تتسع للزائرين لنا من كل حدب وصوب، ونحن نشعر أن محمد ليس ابننا وحدنا؛ بل هو ابن تونس بكاملها".

وأضاف: "لقد زارتنا كل منظمات المجتمع المدني وعدد من النشطاء السياسيين، وأبلغنا الاتحاد العام التونسي للشغل، أنه بصدد إصدار بيان للتنديد بعملية الاغتيال التي تعرض لها شقيقي الشهيد محمد رحمه الله".

وعما إذا كانت العائلة على علم بأن محمد الزواري رحمه الله كان واحدا من كتائب القسام، قال رضوان: "لم نكن نعلم جميعنا أن شقيقي الراحل الشهيد محمد على علاقة بفصائل المقاومة، ولكننا كنا نلاحظ عليه انشغاله الدائم بالعلم ومتابعة ورشات التعليم التي أقامها"، على حد تعبيره.

وكانت زوجة الشهيد المهندس محمد الزواري، قد نفت هي الأخرى علمها بنشاط زوجها مع المقاومة الفلسطينية.

وأضافت زوجة محمد الزواري في تصريح لـ"قناة الجزيرة"، أن زوجها غادر المنزل يوم عملية الاغتيال في حدود الساعة 13:50، وفجأة سمعت 3 طلقات نارية، وعند خروجها عثرت على زوجها داخل سيارته.

وأوضحت أنها رأت رصاصة أصابته على مستوى القلب ورصاصة ثانية على مستوى الرقبة.

يذكر أن "كتائب القسام" أعلنت أمس في بيان لها، أمس السبت، أن المهندس محمد الزواري الذي اغتيل الخميس، واتهمت "إسرائيل" بالوقوف خلف اغتياله، هو أحد قادتها، وتوعدت بالرد.

وأعلن البيان أن الزواري هو "أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية (طائرات بدون طيار)"، مبينة أنه التحق بصفوفها قبل 10 سنوات.

وخلال بيت العزاء الذي أقامته كتائب القسام في ساحة الجندي المجهول غرب مدينة غزة مساء اليوم الأحد، أكدت عائلة الشهيد التونسي محمد الزواري، عبر اتصال هاتفي، أنها تعتز وتفتخر بعمل نجلها مع كتائب الشهيد عز الدين القسام.

وشدد أحد أشقاء الشهيد الزواري، على أنهم (العائلة) لم يكونوا على علم بأن نجلهم يعمل مع القسام، مشيرًا إلى أن اغتياله شكّل صدمة لهم في البداية.

وأكد أن تبني القسام للشهيد خفّف عنهم، باعتباره أحد جنودها، الذين قاتلوا الاحتلال.

وأضاف أن عائلته تعتز بعمل نجلها في القسام، متقدما بالشكر للكتائب لإقامة بيت عزاء له في غزة.

وقال شقيق الزواري: "شهداؤنا شهداؤكم في خدمة الإسلام والعربية (..)، تونس ستظل منارة لخدمة الأمة والقضية الفلسطينية التي لا يختلف عليها اثنان في أنها قلب الأمة ومجد عزتنا".

فخر القسام

بدوره، أكد متحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أن الكتائب تفخر بهذا المهندس الذي عمل معها بصمت لعشر سنوات متواصلة دون كلل أو ملل.

وقال في كلمة له عبر مكبرات الصوت في خيمة العزاء: "تأبى تونس إلا أن تتربع على رأس المقاومة للدفاع عن كرامة هذا الشعب من أجل الانخراط في مقاومتنا وجهادنا ضد الاحتلال لرفع الذل عن هذه الأمة وهذا الشعب، ولنحمي الأرض والعرض".

ووصف الشعب التونسي بأنه شعب معطاء، والأمة العربية والإسلامية بأنها أمة كريمة، مؤكدًا أن تونس تدعم كتائب القسام.

ودعا الناطق باسم القسام كل مهندسي الأمة العربية والإسلامية لحذو حذو الزواري، وأن "يكون لهم بصمة في صناعة الطائرات والصواريخ والدبابات والمتفجرات والأسلحة التي سندمر بها هذا العدو"، وفق قوله.

وأضاف: "هذا المهندس أقام الحجة على كل الأمة بأن الحصار ليس عائقا من عوائق الجهاد، وليس عائقا من عوائق المقاومة".

وتقدم بالتهنئة لتونس وعائلة الزواري لتقديمها هذا المهندس، مؤكدًا أن القسام ستواصل المقاومة لتحرير الأرض الفلسطينية.

وتابع قائلاً: "نحن لا ندافع عن فلسطين؛ بل ندافع عن كل الدول العربية والإسلامية، ندافع عن أمة المليار (..)، سنحفر الأرض باطنها وظاهرها لأجل أن نحرر الأرض والإنسان، ولنرفع راية العزة والكرامة فوق مآذن القدس".

بحر يحمل الاحتلال المسؤولية

فيما حمّل أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن اغتيال  الزواري على أرض تونس.

 وقال بحر خلال مشاركته في تأدية واجب عزاء الشهيد الزواري على رأس وفد برلماني: "إن انخراط الشهيد الزواري في صفوف المقاومة، دليل على أن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية والإسلامية".

وناشد شباب الأمتين العربية والإسلامية الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ومساندتها بأشكال الدعم المادي والعسكري والتكنولوجي كافة، مؤكدا أن سلاح كتائب القسام موجه فقط تجاه الاحتلال لتحرير فلسطين والأسرى.

ودعا جامعة الدول العربية لاتخاذ موقف يتناسب مع حجم الجريمة التي ارتكبها الاحتلال على أرض دولة عربية، والعمل على مقاضاة قادته في المحافل الدولية، مؤكداً أن الشهيد الزواري هو شهيد فلسطين وشهيد الأمة العربية والإسلامية.

المصري للعدو: ترقبوا العقاب

من جهته، حمّل القيادي في "حماس"  مشير المصري، الاحتلال تداعيات هذه العملية، محذرًا الموساد الإسرائيلي من مواصلة ملاحقة كل من يقف مع القضية الفلسطينية.

وقال المصري خلال تواجده في خيمة العزاء "لا أحد له مصلحة في اغتيال محمد الزواري غير الموساد الإسرائيلي، وهو المتورط في هذه الجريمة، وتاريخه وتفاصيل العملية تدلل على أن هذا من صنعه".

وشدد على أن اغتيال الزواري سيجر الوبال على الاحتلال، مشيراً إلى أن هذه العملية لن تمر دون عقاب.

وحضر المئات من المواطنين والعشرات من القيادات الفلسطينية ونواب المجلس التشريعي والشخصيات الرسمية إلى خيمة العزاء.

ومن الجدير بالذكر، أن الزواري (49 عاما) هو مهندس طيران ورئيس جمعية الطيران في الجنوب التونسي، تعرّض الخميس الماضي لعملية اغتيال يعتقد أن الموساد الإسرائيلي هو الذي نفذها في منطقة "منزل شاكر" بولاية (محافظة) صفاقس جنوب تونس.

المركز الفلسطيني للاعلام