لم تكن يوماً فئة مندسة
جي بي سي نيوز:- أصبحت كرة القدم الأردنية تعاني من ظاهرة "الشغب اللفظي"، الذي بات بحاجة لحلول فعلية عاجلة ، ولا سيما أن مواجهات البطولات المحلية التي تحظى بحضور جماهيري كبير، يتم نقلها على قنوات فضائية عربية ، وذلك يترك انطباعاً سلبياً عن جماهير الكرة الأردنية.
وعانى اللاعبون أنفسهم من السباب الذي تعرضوا له في كثير من الأحيان من جماهيرهم، بعد أداء غير مقنع، أو خسارة غير متوقعة.
وأبدت فئة واعية تذمرها مما تسمع، ومنهم من قرر اعتزال التشجيع وحضور المباريات، والإكتفاء فقط بمتابعة الفرق الأوروبية المفضلة، حفاظاً على أخلاق أبنائهم الذين كانوا يصحبوهم لحضور مباراة بهدف الإستمتاع بوجبة كروية، لكنهم شعروا بالندم عندما أدركوا بأنهم اصطحبوهم للمكان الخطأ.
وأخطاً أصحاب القرار في الإتحاد الأردني على امتداد السنوات الماضية، عندما عجزوا عن تشخيص العلة ، وظلوا مصرين على وصف من يقومون "بالشغب اللفطي"، بالفئة المندسة التي لا تتعدى أصابع اليدين، وكان هذا الوصف الدبلوماسي غطاء حقيقي لفشلهم في ايجاد الحلول التي تقضي على هذه "المصيبة".
ولو سلمنا لوصف المسؤولين بأنهم فئة قليلة، فكيف لأصوات هؤلاء أن تخترق شاشات التلفزة وتدوي في بيوت من يتابعون المباراة.
هي ليست فئة مندسة ولم تكن يوماً كذلك، بل هي ظاهرة مقلقة ، والذين لا يتلفظون بألفاظ بذيئة ويرفضون المشاركة بأطلاق الشتائم المسيئة، هم الفئة القليلة، فلو كانوا كثر، لما سمعنا الشتائم تدوي أرجاء الملعب، ويخرج صداها من شاشات التلفزة.
الإتحاد الأردني ما يزال مصراً على أن الحد من هذه الظاهرة، لا يكون إلا بالعقوبات المالية التي يفرضها على الأندية الجماهيرية التي أضحت تعاني من الطفر، وبذلك يحمّل الإتحاد الأندية فقط مسؤولية هذه الشتائم في ظل فشله بايجاد الحلول، وهذا خطأ كبير، لأن القضاء على هذه الظاهرة، يتم بالتشاركية بين جميع الأطراف المعنية، ولا بد من الكف عن معاقبة الأندية مالياً.
الإتحاد الأردني وبعدما اشتد تأثير ظاهرة الشغب اللفظي، اجتمع على عجل قبل أيام، وقرر أن يحرم جمهور النادي المسيء بالهتافات من حضور المباراة التالية سواء كانت على أرضه أوخارج أرضه، ولكن تلك العقوبة مشروطة " في حال تكررت الشتائم في الملاعب للمرة الـ 11، تخيلوا للمرة الـ "11"، بمعنى أن تواصل الجماهير شتائمها من بداية مرحلة الذهاب وحتى نهايتها لتحرم من حضور أول مباراة فقط للفريق في مرحلة الإياب، وخاصة إذا علمنا بأن مرحلة الذهاب تشهد 11 مباراة لكل فريق، برأيكم هل هذا حل؟.
ندرك بأن الإتحاد يحاول قدر الإمكان الإبتعاد عن حرمان الجماهير من حضور المباريات، على اعتبار أنها تشكل مصدر دخل له " من العقوبات المالية التي يفرضها على الأندية جراء تصرفات جماهيرها"، وللأندية أيضاً التي تحصل على ريع المباريات، لكن المنفعة المالية لا يجوزبحال من الأحوال أن يتم تفضيلها على القيمة الأخلاقية.
الحلول تبدو متوفرة، فنحن نعلم بأن غالبية من يطلقون الشتائم هم من دون عمر الـ "18"، فلماذا لا نصدر قراراً مثلاً يمنع دخول الملاعب لمن هم دون هذا الفئة العمرية ولو لفترة زمنية قصيرة، أو لماذا لا يقوم الإتحاد الأردني وبالتعاون مع الأندية بإطلاق حملة توعوية متواصلة عبر الصحف وتعليق يافطات في الأماكن العامة تنبه الجماهير من مخاطر هذه الظاهرة وتأثيرها عل سمعة الكرة الأردنية، تماما كما كان يفعل عند الترويج لشركة راعية ستقوم برعاية مباراة كرة قدم محلية، أو عند الترويج لمباراة ودية للمنتخب الوطني.
(كورة2016-12-18)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews