حسين عبدالغني.. دَنا غلبااااان
جى بي سي نيوز - منذ أن عرفت حسين عبدالغني لاعبا مشاغبا خارجا عن الروح الرياضية داخل المستطيل الأخضر ونادرا خارجه، يردد مع حالات الشغب والانفعال التي يمارسها مع زملائه بالفرق المنافسة لفريقه وما يصاحبها من سلوكيات "مشينة"، نفس الأسطوانة لم تتغير، عبارات يلجأ إليها ولا حتى في لحن صوته عبر لغة دفاع مكررة، تذكرني بالممثل الفنان عادل إمام في مسرحية "شاهد ما شفش حاجة" وهو يردد على مسمع القاضي عبارة "دَنا غلباااان" ولا أظن أنه ظهر يوما معترفا معتذرا عن سلوكه الخاطيء الذي بدر منه، والأدهى من ذلك كله يخرج عبر الشاشات الفضائية متسائلا "ليه بتكبروا الموضوع أكثر مما يستحق"، مرجعا السبب في كل مرة إلى كرة قدم وعالم كل شيء متوقع حدوثه فيه.
ـ حسين عبدالغني المحافظ على صلاته وعلى لياقته البدنية وهو في عمر الأربعين، المنتظم في برنامجه الغذائي اليومي والمنظم في موعد نومه، لم يستطع طيلة مشواره الكروي "التخلص"من هذا العيب"السلوكي الذي شوه سمعة تاريخه الرياضي وكان سببا رئيسيا في "حرمانه" من تمثيل منتخب بلاده على الرغم من أحقيته كمدافع صلب وفكر لاعب "ذكي" بتسديداته ورفعاته المتقنة بالملي التي "صنعت" أهدافاً خرافية سواء حينما كان لاعبا في الأهلي أو ناديه الحالي النصر، ولعل السبب في استمرارية هذا العيب السلوكي فيه يعود إلى "عصبية" تتولد عنده في حالة تعرض فريقه للهزيمة، فهو لاعب "تستفزه" الخسارة في عجز عن مسك أعصابه، فيفجر غضبه بصورة وأخرى تجاه زميل له في الفريق المقابل.. حتى دكة الاحتياط لم تسلم من عصبيته.
ـ هذا السلوك غير الرياضي الذي نما وترعرع معه إذا نظرنا له بعيدا عن دراسات علم النفس الحديث الذي يضع المبررات لهذه الفئة من الشخصيات، أرى أن تناميه في الوقت الحاضر لسببين: السبب الأول هو كبر سنه وعدم قدرته على مجاراة الشباب فيلجأ إلى العصبية ليداري قصوره ويلهي الجمهور بمشاغباته، والسبب الثاني هو الإعلام الرياضي، فهو جزء مهم في دعم وتشجيع اللاعب على استمراريته على نغمة "دَنا غلباااان" وبالذات الإعلام المرئي، حيث يجد فيه مادة"دسمة"للحديث عنها، مما يتطلب كسب رضاه حتى يمكن"استضافته"في البرامج الرياضية، واللاعب بخبرته الطويلة عرف "نقطة ضعف هذا الإعلام "المتذبذب" في مواقفه، ولهذا ليس غريبا إن "تمرد" عبدالغني على زملائه داخل الفريق أو مدير الكرة أو مدرب الفريق، فالإعلام سيكون سندا مسانداً له، فهو يعرف "من أين تؤكل الكتف" وهذه الكتف "مهزوزة" قابلة للخلع والعودة إلى مكانها الطبيعي عبر عناية "خاصة" يجدها اللاعب.
ـ حقيقة لا ألوم حسين عبدالغني على ما فعله مع مدرب النصر زوران، فبدلا من ردعه ووضع حد لسلوكياته وتصرفاته، كان يجد من إدارة ناديه والإعلام والجمهور "الدفاع "المستميت" وكان كالعادة يردد في قنواتهم وبرامجهم الرياضية "دَنا غلباااااان" ولا أدري إن كان هذه المرة سينجو"من عقوبة فرضت عليه الحصول على إجازة مفتوحة يقول هو من تقدم بها، كما "نجا" في كل المرات السابقة، الله أعلم.. وبنسبة كبيرة سينجو.
ـ في الختام يبرز سؤال مهم وهو: هل الإعلام "سينفع" اللاعب المتمرد سلوكيا وبالتالي سوف يساهم في عودته إلى الملاعب ومع فريق يعتبر هو "نصه" ويكون هذا الإعلام "منقذا" له في الوقت المناسب من" نهاية" مأساوية لانتمناها لـ"أبوعمر" مثلما لم نتمن أن تأتي نهاية محمد نور أيضا مخيبة للآمال، وإن كان هناك فرق في الحالتين.. وإن تشابهتا في الطغيان والتمرد وذاتية أنا قاتلة. ( كورة - 2016.12.10 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews