آثار هبوط أسعار النفط في المنتجين الأوروبيين
جي بي سي نيوز:- مع انتهاء اجتماع منظمة أوبك، ودخول فصل الشتاء الذي عادة ما يرتفع فيه سعر النفط في حال السوق الطبيعية، ينظر المنتجون الدوليون بشكل عام، والأوروبيون بشكل خاص، الى أسعار الذهب الاسود بحسرة، ولهذه النظرة عدة اسباب، أهمها عدم تفاعل اسعار النفط العالمية مع دخول فصل الشتاء، حيث يزداد الطلب على الطاقة مع قدوم موجات البرد للتدفئة، والاعتماد اكثر على وسائل النقل كالسيارات، مما يزيد الطلب على المشتقات البترولية، مع غياب الاجواء المعتدلة التي عادة ما تحفز على تقليل استخدام هذه الوسائل.
كسرت شركة إيني الايطالية حائط الصمت، وأعلنت، على لسان رئيس مجلس ادارتها، أنه يجب على المنتجين من خارج منظمة اوبك المساهمة في خفض الانتاج لدعم الاسعار، حيث افادت بأن مستوى 50 دولاراً للبرميل مناسب لها، ويحقق لها الربحية المعقولة، ويأتي ذلك متزامناً مع تقرير ارباحها للربع الثالث، الذي يظهر أرباحاً تتجاوز المتوقع من قبل المحللين الماليين، نتيجة خفض ميزانية المشاريع الرأسمالية بالشركة، والاكتفاء بما يضمن المحافظة على مستويات الانتاج الحالي البالغ 1.71 مليون برميل من النفط يوميا، وحققت إيني ارباحا صافية تقدر بمليار يورو لفترة الاشهر التسعة مقارنة بـ2.8 مليار يورو للفترة المماثلة من العام الماضي، وذلك نتيجة طبيعية لهبوط الاسعار.
لم تكن إيني الشركة الاوروبية الوحيدة، التي خفضت من القيمة الاجمالية لمشاريعها الرأسمالية، فقد صاحبتها في ذلك شركة برتش بتروليوم BP، واعلنت عن تحديد سقف جديد لميزانية المشاريع الرأسمالية الخاصة بها، يبلغ 16 مليار دولار، وهو دون المتوقع، على ان يستمر سقف هذه الميزانية للسنة المقبلة أيضا، مما يعني أن الشركتين قامتا بالتضحية بالمشاريع التوسعية والتنقيب على المدى القصير، من اجل خفض اجمالي التكاليف وتقليل الصرف على العمليات المنتجة حاليا، لتفادي اي تقلبات اخرى قد تنتج عن انخفاضات اضافية للاسعار.
تمثل هذه الاجراءات والتصريحات خطوة مهمة للتعاون الدولي لضبط سوق النفط العالمي، بعد فترة من عدم انسجام الرؤى بين المنتجين العالميين، مما احدث فائضاً متراكماً من المعروض في سوق النفط العالمية، فلا يمكن لأوبك ان تضحي وحدها بتخفيض انتاجها، ولا تتجاوز حصتها السوقية 40 في المئة مقسمة على 14 دولة، مع ابقاء المنتجين الذين هم خارج المنظمة على مستوياتهم الانتاجية بلا تغيير، ومع هذه التطورات تكون منظمة أوبك بقيادة دول الخليج والمملكة العربية السعودية قد اوصلت وجهة نظرها بطريقة فعالة، مما جعل هؤلاء المنتجين يؤيدونها ويطالبون نظرائهم حول العالم بخفض جماعي متوازن للانتاج النفطي.
(القبس2016-12-09)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews