بين السطور

 جي بي سي نيوز:- لم يتوقع الحكام ولا لجنتهم الموقرة الهجمة الشرسة التي قامت بها الأندية وفي مقدمتها الأهلي والزمالك علي قضاة الملاعب بعد تكرار الأخطاء في المباريات لاسيما في احتساب ركلات الجزاء! 
** ومن سوء الطالع أن الأندية بدأت تصنف الحكام حسب رؤيتها ومصالحها.. فهذا أهلاوي وذاك زملكاوي!! ونسي الجميع أن الحكم حاله حال أي لاعب في المباراة يريد أن ينجح ويتألق ويسحب البساط من تحت أقدام الجميع. 
** كما لم يضع الجميع في اعتباراتهم أن الحكم يتخذ قراره في جزء من الثانية وتحت ضغوط اللاعبين واعتراض الاجهزة الفنية والادارية وسباب الجماهير حتي وان كانت قليلة!! 
** وتستبيح بقية المنظومة الكروية الأخطاء لنفسها حيث يتخذ المدربون أخطاء كارثية ومعهم اللاعبون بالطبع ويسبقهم مجالس ادارات الأندية.. الا أنهم يستبيحون دم الحكم إذا أخطأ وكأنه كائن من كوكب آخر أو من بلاد "الماو.. ماو"!! 
** لكن أقول للحق ان اعداد الحكام لايرقي الي المستوي المطلوب سواء من الجانب البدني أو حتي النفسي وتصحيح الأخطاء من خلال برلمان الحكام.. كما أن هناك شيئاً ليس بالقليل سواء في الدفع بدماء جديدة أو في مجاملات التعيين حيث لا نزال نعمل بصورة عشوائية في أمور كثيرة يعرفها بالذات الكابتن عصام عبدالفتاح الرئيس السابق للجنة الحكام وعضو مجلس الإدارة كونه عايش اتحاد الكرة الاماراتي لفترة زمنية ويعرف جيدا كيف يهتم الخليجيون بحكامهم لانهم يدركون قيمة هذا القاضي وتأثيره علي نتائج المباريات والبطولات. 
وهذا لا يعني أن الأخطاء التحكيمية يرتكبها حكامنا فقط.. لكن ما يؤخذ علي حكامنا أن أغلبهم يهتم بالشكل أكثر من المضمون خاصة من حيث "الجل" الذي تكتسي به شعور بعضهم أو اللبس الذي يواكب أحدث صيحات الموضة!! وينسون تحركاتهم في الملعب مما يقلل من مساحة الرؤيا في اللعبات الحاسمة خاصة ركلات الجزاء!! 
** إن أي خطأ يحدث في ملاعبنا هو بالتأكيد نتاج قاسم مشترك بين أطراف اللعبة جميعها.. فأنا شخصيا أتعاطف مع الحكام في بعض الحالات المتعلقة بالأخطاء غير المقصودة لكن شريطة أن تقوم اللجنة بدورها الصحيح والحقيقي نحو اعداد الحكام. 
** وبالطبع نحن لانقبل نظرية المؤامرة أو تصنيف الحكام.. ولو حدث وتم اكتشاف حكما يخالف شرع الله وضميره وقوانين النزاهة سنطالب جميعا بذبحه.. لكن في نفس الوقت يجب ألا نقف ضد حكامنا بهذه الصورة بل علينا أن نساندهم ونؤازرهم وتصلح الأندية والمسئولين أحوالهم قبل أن ينتقدوا الآخرين لان بعضهم لايصلح لادارة حتي مركز شباب أو حتي "مسمط"!! ولا تنسوا أن "اللي بيته من زجاج لا يحدف الناس بالطوب"!!

(الجمهورية2016-12-09)