لن يفهمني الا من تُبكيه ذات الحكايات التي تُبكيني !

جي بي سي نيوز :- حين انقلب العسكر على مرسي، شعرتُ اني مصرية اكثر من بعض اهلها، وحين تكالب الخلق على قطر شعرت اني جندي بخندق بني تميم..

أحببتُ كل ما له علاقة بقطر ، كما لم أحبّ أحدا او شيئا، من قبل.. أما بعد إعلان بدء عمليات عاصفة الحزم لم يخطُر ببالي أن أقرأ في كُتب العدوّ ما قد يُضيء لي ويُحدّد أولوياتي ككاتبة شغوفة بإحداث فرق .. ما بعد عاصفة الحزم شعرتُ أني سورية ويمنية وسودانية وليبية من نسل المختار بل وجزائرية تنتمي لكل تلك الأشياء التي خلبت لُبّ هوّاري بومدين .. شعرتُ أني أموية وعبّاسية وعليّ عبء وواجب أن أنتصر لمعاوية كما لعليّ وأبنائه ..

شعرتُ بعزّة صدّام وكرهتُ أن يتلاعب بأحد قومي أشقر أخرق ويدفعه بدبابته الى الهاوية .. شعرتُ أني أكبر من أن أكون أردنية فقط ، بل وشعرتُ أني اردنية أكثر مما سبق ..

وتخيّلت ان لي في كل بيت فلسطيني إبنٌ ينتمي لي ، يحلُم بذات الاحلام التي يُحدّثني عنها إبني “طارق” كل صباح ، ويشتاق مدينة الخليل التي جاء منها جدّه لأبيه وهو يحمل مفاتيح بيته العتيق ويؤكد لأبنائه وأهل الخليل المُهاجرين بأنه بعد غدٍ سيعود ، شعرتُ بأن لي أمّهات كثيرات، في غزّة وفي سوريا وفي نواحي القاهرة وأسوان وقنا وسوهاج التي أحب ..

أحببت كل من دافعت عنهم بإخلاص ، بل ودافعتُ عنهم بمحبّة الوالدة وشفقة الشقيقة ولهفة العاشقة التي تنتظر خلف النافذة مرور فارسها وجوقة الفرسان ، حتى أولئك الذين كفّروني وشككوا بي وأهدروا دمي لأني رفضتُّ أن أراهم كما رآهم سواي قبلي ، حتى هُم أحببتهم حين دافعتُ عنهم ولم أكرههم إلا بعد أن أعلنتُ رفضي لكُلّ ظلم واعتداء يفعلون ..

نعم ..
أنا لا أكتب إلا عن أجمل ما في السعودية الآن :
عن عُلمائها
رجالها
أبطالها

بل أبطالنا ورجالنا واخوتنا الصامدين على الثغور يُرددون النصر او الشهادة .. أنا لا أرى إلا نساءها الأقرب لكُل ما هو جميل قرأت عنه او عرفته في كُتب تاريخ أعظم نساء الأمة، وعما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة، بحق ..
أنا مدينةٌ للسعودية، بالكثير … لن يُدرك ما أقصد الا من قرأ ذات الكتب التي قرأت ، بذات الشغف الذي كنتُ عليه وأنا اقرأ ..

ولن يفهمني الا ذلك الذي تُبكيه ذات الأشياء والمواقف والأحداث والحكايات التي تُبكيني .. وكان الله بقلوب عباده خبيرا بصيرا ..

الكاتبة الأردنية : إحسان الفقيه