نجمة مصرية اسمها آية مدنى
ليس من الضرورى أن تكون هناك أى حسابات خاصة أو دوافع شخصية فى كل مرة نمارس فيها الفرح أو الحزن.. أحيانا نفرح أو نحزن لخبر لا يخصنا بشكل مباشر أو حكاية لسنا شركاء فيها.. وآية مدنى صاحبة واحدة من تلك الحكايات التى لابد أن يفرح بها كل من يريد أو يحتاج أن يفرح.. فحتى وقت قريب كانت آية مدنى لاعبة تمارس رياضة الخماسى الحديث.. وفى هذه اللعبة فازت آية ببطولة مصر ثم إفريقيا ثم العالم.. وشاركت فى دورة أثينا الأوليمبية وهى فى السادسة عشرة من عمرها لتكون وقتها أصغر لاعبة على الإطلاق فى التاريخ الأوليمبى.. وتوالت بطولاتها وانتصاراتها ومشاركاتها لتعتزل اللعب منذ ثلاث سنوات حاملة وسام الجمهورية من الطبقة الأولى للرياضيين وتنتقل من الملعب لتبدأ مشوارها فى الأكاديمية العربية للنقل البحرى.. وبعد اعتزالها اللعب لم تنقطع علاقة آية مدنى بالخماسى الحديث.. ولم تنته إنجازاتها أو تتوقف نجاحاتها أيضا.. فقد تم اختيارها مؤخرا لعضوية لجنة اللاعبين باللجنة الأوليمبية الدولية.. ومنذ يومين فقط نجحت آية فى الفوز برئاسة لجنة اللاعبين فى الاتحاد الدولى للخماسى الحديث بعد منافسة شرسة مع الأوكرانى ديميترى كرينيسكى.. وأنا لا أعرف آية بشكل شخصى ولا أتابعها هى والخماسى الحديث بشكل كاف ولم أكن مع آية فى أى خطوة طيلة مشوارها مع اللعب وبطولاته وانتصاراته وهزائمه وجروحه أيضا.. لكننى رغم ذلك فرحت جدا بما حققته آية مدنى.. فرحت بحكاية أتعلم منها أنه دائما هناك أمل.. وأنه ليس من الضرورى أن يأتى النجاح الحقيقى بكثير من الصخب والضوضاء والضغوط والمجاملات والإلحاح الإعلامى.. فآية بمنتهى الرقى والهدوء نجحت فى الوصول إلى ما لم تصل إليه قبلها أى لاعبة مصرية أخرى.. ولا أظن أن هناك لاعبة مصرية نجحت فى أن تملك فى نفس الوقت عضوية اللجنة الأوليمبية الدولية إلى جانب رئاسة لجنة كبرى ومهمة فى اتحاد رياضى دولى.. وحققت آية ذلك دون أن يقف خلفها الأهلى أو الزمالك.. ودون أن يساندها إعلام لا يرى غالبا إلا كرة القدم ونجومها وحروبها وفضائحها.. فآية بدأت واعتزلت لاعبة فى نادى الشمس.. وتعلمت ألا تستجدى وتطلب الاهتمام والرعاية من أى أحد.. ولم يقف معها بشكل حقيقى ومؤثر إلا قليلون جدا مثل شريف العريان رئيس الاتحاد المصرى للخماسى الحديث.. والدكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للنقل البحرى.. وخالد عبدالعزيز وزير الرياضة.. والأهم والأجمل فى حكاية آية أنها نجحت لتؤكد أن نجاح أى أحد لا يزال ممكنا.. وأنها لن تكتفى بذلك ولا تزال تحلم بما هو أكثر وأكبر.. أيضا بدون صخب وضوضاء واستجداء وتنازلات أيا كان نوعها أو حجمها.. وتصبح آية مدنى بذلك صاحبة حكاية تستحق التوقف أمامها بكل التقدير والحب والاحترام.. فلا نجاح أجمل من الذى يحققه صاحبه بيديه وليس بأمواله.. بالفكر والالتزام وليس بالشطارة فى تجارة الوهم والزيف والخداع.
(المصدر: المصري اليوم 2016-11-30)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews