«تونس 2020» .. تكون أو لا تكون؟!
على عكس كل دول العالم –في حالتها- تستعد تونس لاستقبال «مؤتمر الاستثمار 2020» منشطرة على كل شيء كعادتها منذ 6 سنوات.. شطر يريده مؤتمراً تاريخياً ومفصلياً في تاريخ اقتصاد البلاد.. وشطر يريده مناسبة فضائحية لإعلان تونس دولة فاشلة بامتياز...
فبالمناسبة «السعيدة» تقررت عدة إضرابات ومظاهرات احتجاج, وأهمها ما توعدت به نقابتا التعليم الابتدائي والثانوي وزير التربية ناجي جلول بـ «أضخم مظاهرة في التاريخ» يوم 30 نوفمبر الجاري والموافق لليوم الثاني من «مؤتمر الاستثمار تونس 2020».. وما وزير التربية إلا واجهة طرية لإسقاط الحكومة!
بالتوازي مع ذلك قرر الاتحاد العام التونسي للشغل إضراباً عاماً في الوظيفة العمومية يوم 8 ديسمبر.. ومع ذلك فقد حرص أمينه العام حسين العباسي وهو يعلن خبر الإضراب العام على القول: إن «الاتحاد» يساند الحكومة!
ليس هناك من مشهد سريالي أكثر مما يحدث في تونس.. بلاد تستقبل رؤساء الدول والحكومات في «مؤتمر للمانحين».. وبلاد أخرى تقول لهم: لا تمنحوا شيئا, لأنكم تقذفون بأموالكم من النافذة...!
في النصف العاقل من البلاد أصدرت أحزاب قليلة مناشدة للجميع بإيقاف الاحتجاجات مؤقتاً أيام المؤتمر الذي تحلم الحكومة التونسية بتوفير ما يسد رمقها منه.. واستبق رئيس الدولة الباجي قائد السبسي المستثمرين الأجانب ونواياهم باستقبال باقة من رجال الأعمال التونسيين الذين عبروا عن حسن نواياهم بوضع جزء من أموالهم في مشاريع تهم الجهات الداخلية.. لكن قليلين هم من يعتقدون فعلا أن «مؤتمر الاستثمار تونس 2020» سيطفئ ظمأ حكومة تصارع عجزاً متزايداً وأرقاما سالبة في كل المجالات تقريباً..
ما العمل في هذه الحال؟... هل نترك الحكومة السادسة في الجمهورية الثانية تغرق في وحل الديون الخارجية والداخلية من أجل «استكمال الثورة المنقوصة»؟ أم ننقذها –على علاتها- لعدم وجود خيار أفضل؟
لا شك في أن الطامعين في أن «مؤتمر الاستثمار تونس 2020» سيحول البلاد العاطلة عن العمل منذ ست سنوات إلى بلاد نشيطة –اقتصاديا-, مثلهم كمثل الطامعين في العسل من الدبور.. لكن لا شك أيضا في أن الساعين إلى إفشال «مؤتمر المانحين» لأغراض سياسية, مثلهم كمثل من يهدم المعبد فوق رؤوس الجميع... لأن لا دولة ستقوم بعد ذلك ليتصارع المتصارعون على كراسيها الحاكمة.. ولأن الفناء جوعاً سيتهدد الجميع...
هناك اليوم نصف فرصة لنصف أمل على تلك الأرض التونسية بنصف حماس خارجي لإنقاذها من نصف ورطتها.. لكن الصراع على أشده في الداخل كما في الخارج من أجل إسقاط الأمل أو إحيائه في ما يسمونه «أيقونة الربيع العربي» من باب الشعر ليس إلا... وفي البال كرسي الحكم المتهالك للانتخابات المقبلة في 2019.. وتقسيم الكعكة التي قد لن يبقى منها إلا العلبة الملونة التي سلمها ساعي البريد ذات فرحة لم تدم!;
(المصدر: العرب القطرية 2016-11-27)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews