ماذا سيحدث لجسمك لو توقفت عن النوم تماماً؟

جي بي سي نيوز:- ما أطول فترة استطعت البقاء فيها مستيقظاً؟ يومان؟ ثلاثة؟ لا ريب أنها مدة قصيرة محدودة يستطيع جسدك تحمل آثارها.

ولكن هل تساءلت عن أطول مدة على الإطلاق عاشها إنسان دون نوم؟ وكيف سيكون تأثير الأرق لفترة طويلة عليه؟ إنه سؤال راود الجميع وخصوصاً علماء المخ والأعصاب، وأطباء النوم ومشكلاته، الذين يعرفون أن النوم عملية حيوية ضرورية للجسم، ليستطيع تجديد طاقته وقدرته على العمل والانتباه.

وفي محاولة لإجابة هذا السؤال، تم إجراء تجربة علمية وعملية في عام 1965، وكان موضوعها الشاب راندي جارندر، والذي تم الاتفاق معه على حرمانه من النوم لأطول فترة ممكنة، والتي بلغت 11 يوماً متصلاً، وهي أطول فترة قضاها بشري دون نوم.

وبدأت التجربة بحماس شديد من راندي جارندر، والذي أمضى يومه الأول بدرجة معقولة من النشاط، ولكن مع بداية اليوم الثاني بدأت عيناه تفقدان التركيز، وقوته تخور إلى حدٍ ما.

ومع بداية اليوم الثالث أصبح راندي جارندر متقلب المزاج، ويفتقر إلى الاتزان، وانخفضت قوته وطاقته على العمل إلى أدنى درجاتها.

شاهد أيضاً: بعد جراحة نادرة.. أم تلد طفلتها مرتين

وطوال الأيام الثمانية الباقية أمضى العلماء وقتهم في تنبيه راندي جارندر كي لا ينام، ليرصدوا تغيرات مرعبة في مخه وجسده بسبب قلة النوم، إذ أصبح عاجزاً عن التعرف على الأشياء عن طريق اللمس.

وعانى راندي جارندر من مشكلات في الذاكرة قصيرة المدى، وبدأ يهذي بأشياء غريبة، وانتابته نوبات هلع شديدة، كما أصبح انفعالياً بشدة.

وعندما انتهت التجربة ترك العلماء الشاب راندي جارندر لينام أخيراً، ورغم خطورة ما عاناه من أعراض إلا أنها كلها اختفت بعد نومه لمدة 14 ساعة متواصلة، ليستيقظ نشيطاً منتبهاً صحيح العقل، تام الاتزان.

ورغم قسوة التجربة التي أجريت على شاب عمره 17 عاماً، إلا أنها أوضحت الكثير لعلماء المخ والأعصاب، إذ أثبتت أن الحرمان من النوم يسبب خللاً شديداً في الهرمونات، وحالات توعك قوية.

وفي أحيان نادرة قد يسبب الحرمان من النوم الموت، فاحترس لنفسك ولا تقاوم سلطان النوم.