اتركوا الزمالك يلعب مباراته

ما جرى فى الزمالك طيلة الثمانى والأربعين ساعة الماضية اختصارٌ لكل ما يدور فى مجتمعنا وبلادنا مؤخرا.. الكثير جدا من الجدل والصراخ والاستعراض والمبالغة فى الانفعال وتبادل الاتهامات والإهانات..

وغالبا ننشغل كلنا بذلك وننسى الحكاية أو القضية الأصلية التى من أجلها بدأ كل ذلك.. وهذا هو أهم أسباب خسارتنا لكثير من حروبنا الأخيرة فى كل مجالاتنا، حيث يبحث الجميع عن انتصاراتهم الشخصية وإثبات أنهم الأذكى أو الأقوى أو الأكثر معرفة ونجاحا وتأثيرا أو ربما الأطول لسانا والأكثر قدرة على السخرية وإهانة الناس..

وهكذا باتت القضية الأساسية الآن هى: كيف قام مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك بتوزيع تذاكر المباراة.. وهل كان هذا السلوك إهانة لجمهور الزمالك الكبير والجميل.. وهل يستحق هذا الجمهور مثل هذه الإهانة.. ومن الذى سيحاسب مرتضى منصور.. وهل رئيس النادى على حق وصواب حين اتهم كثيرين بالتآمر على النادى واقتحامه بقصد التخريب.. وهل سيوافق الأمن على زيادة عدد تذاكر هذه المباراة.. ولماذا هذا الصدام العنيف بين إدارة الزمالك والاتحاد الأفريقى لكرة القدم بشأن حصة الاتحاد من تذاكر المباراة..

وهل تمت بالفعل إقالة علاء مقلد مدير نادى الزمالك.. وهل هذه الإقالة بسبب سوء تنظيم بيع التذاكر داخل النادى أم نتيجة الخطأ فى التذاكر نفسها التى لم تتضمن اسم البطولة الصحيح الذى هو «دورى الأبطال الأفريقى».. وهل سيحضر الرئيس السيسى المباراة أم لن يحضر.. ولماذا أصبحت الحكاية كلها أقرب إلى فرحٍ لا ينشغل أصحابه- للأسف- إلا بالمعازيم ودعوتهم؟!!!!..

وألف حكاية أخرى لا يمكن معها ووسطها تذكُّر أن الزمالك سيلعب غداً فى برج العرب النهائى الأفريقى أمام صن داونز القادم من جنوب أفريقيا حالماً وطامعاً فى اختطاف الكأس من الزمالك على أرضه ووسط جماهيره.. مناخٌ لا يمكن قبوله أو التعامل معه باعتباره مناخا مثاليا وطبيعيا ويليق بفريق يستعد لخوض مباراة نهائية صعبة يريد بعدها الفوز بالبطولة كلها.. وأخشى أن يدفع الزمالك الثمن الفادح لكل هذا التوتر وتلك الحروب المتبادلة القاسية والعنيفة والمربكة لكل الأطراف..

وكنت ولاأزال أتمنى أن يتخلى أبناء الزمالك وعشاقه وجماهيره عن هذه العادة المصرية الجديدة وألا ينشغلوا بحساباتهم الشخصية عن تحقيق هدف جماعى وأساسى هو الفوز غداً.. فأن يفوز الزمالك هو أهم ممن قام بتوزيع التذاكر، وهل حصل عاشق الزمالك على تذكرة أم لا.. فوز الزمالك مفترض أن يكون الغاية الوحيدة للجميع، لأن خسارته ستعنى خسارة الجميع مهما كانت مواقعهم وأدوارهم وأوصافهم.

(المصدر:المصري اليوم2016-10-23)