الرئيس المُزعج!

الهالة الواسعة والعريضة، التي تتمتع بها مفاصل الحركة الرياضية، على امتداد مساحة العالم، هي التي دفعت الرئيس الفرنسي «فرانسوا هولاند» كي يركب امواجها، ويشرع في التجذيف بمياهها، عندما هاجم بضراوة مواطنه اللاعب الدولي، كريم بنزيمة، نجم فريق ريال مدريد الاسباني بعبارات قاسية على نحو: «بنزيمة ليس بالمثال، الذي يُحتذى به».

تصريحات الرئيس الفرنسي، الأقرب الى الفظة، جاءت رداً على الفضيحة المدوية، التي سبق وان تورط فيها اللاعب بنزيمة، عندما ابتز زميله في المنتخب الفرنسي «فالبوينا» بشريط جنسي، متورط فيه الاخير.

تعرض الرئيس الفرنسي لكريم بن زيمه لم يَرق، أبداً، لمواطنه مدرب فريق ريال مدريد، زين الدين زيدان، فلم يلتزم الصمت، بل سارع الى الرد بنفس القسوة، التي مارسها الرئيس، ولكن لم تصدر عنه كلمة تخدش الذوق ولا الحياء، وكان رده كالتالي: «في اطار عملك، والكلام موجه للرئيس، بامكانك ان توجه الانتقادات، كيفما شئت، لكن ليس بامكانك قول امور غريبة، ومن الطبيعي ان يشعر اللاعب، على ضوئها، بالانزعاج والتوتر».

الرئيس الفرنسي لم يكتف بتقريع بنزيمة والحط من قيمته وقدره، بل تطرق، ايضاً، لمنتخب الكرة الفرنسي الملقب بـ «الديوك» حينما أشار الى غياب المشاعر بين المنتخب والجمهور.

وهج الرياضة وتأثيرها، عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص، هو الذي دفع الرئيس الفرنسي كي يُبادر الى التفاعل مع نبضها، لكن ان يُحرض ويؤلب، صراحة وبشكل علني، على لاعب لمجرد ان ارتكب خطأ ما كان ينبغي ان يغوص في أوحاله، فهذا هو الامر الغريب والعجيب والمُدهش، وهو ما دفع زيدان كي يتصدى لرئيس بلاده، فطالبه بالكف عن التدخل فيما لا يعنيه، وهذه هي ارفع الوان الديمقراطية، وأسمى وأزهى صورها، فالاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية، حتى وإن تعلق الامر برأس الهرم في الدولة.

(المصدر:الأيام2016-10-19)