إمكانية انضمام إيران إلى مشروع خط نقل الغاز العابر للأناضول تاناب

جي بي سي نيوز :- حاز مشروع خط نقل الغاز الطبيعي الأذربيجاني من بحر قزوين عبر تركيا نحو أوروبا والمعروف باسم "تاناب" على اهتمام عالٍ من قبل المشاركين في مؤتمر الطاقة العالمي، وبالرغم من غياب التمثيل الإيراني الملحوظ في المؤتمر، إلا أن عدة دول اقترحت تأسيس تكامل اقتصادي مع إيران من خلال ضمها إلى مشروع تاناب، كي يتسنى لها نقل غازها الطبيعي إلى أوروبا عقب انفتاحها الاقتصادي المتوقع على العالم.

وفي هذا الإطار، صرح الرئيس المتابع لتنفيذ المشروع "سالتوك دوزيول" بأن 70% من عملية التشييد الخاصة بالمشروع انتهت، وهذا ما يدل على إمكانية افتتاح المشروع عام 2018، مشيرًا إلى أن الحكومات المشاركة في المشروع تناقش إمكانية انضمام إيران للمشروع في المستقبل,وفقا لما نقلته ترك برس.

وقال دوزيول، خلال كلمته في المؤتمر، إن خط تاناب سينقل 16 مليار متر مكعب سنويًا، موضحًا أن الخط سيعمل في البداية على نقل 2 مليار متر مكعب إلى تركيا، ومن ثم سيتم نقل 16 مليار متر مكعب 6 مليار منها ستبقى في تركيا والباقي سيتم نقله إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وفيما يتعلق بإمكانية انضمام إيران إلى المشروع، قال دوزيول إن مشروع تاناب ليس مشروعًا احتكاريًا بل هو مشروع مفتوح أمام الدول كلها، موضحًا أن الخط له القدرة على نقل كميات عالية من الغاز، ولإيران الفرصة في المشاركة إن رغبت في ذلك.

ومن جانبه، أوضح "صحبت كاربوز"، المتحدث في المؤتمر باسم وزارة الطاقة الألمانية، أن الاتحاد الأوروبي مُهتم الآن بتنويع مصادره من الغاز الطبيعي المُسال لكسر أي احتكار اقتصادي يمكن أن تعتمد عليه دولة ما في فرض ضغط سياسي عليه، بالإضافة إلى رغبته في الاستفادة من ميزة السعر التنافسي التي تنتج من خلال تنويع المصادر الموردة، مبينًا أن الاتحاد الأوروبي لا يمانع مسألة استيراد الغاز الإيراني والأذربيجاني والإسرائيلي وغيره من المصادر التي قد تساهم في كسر الاحتكار الروسي للغاز.

وعلى الرغم من دعوة كل من تركيا وأذربيجان إيران للمشاركة في المشروع، إلا أن إيران لا ترى أن الدعوة من صالحها حسب دوزيول، حيث ترى أن كلًا من تركيا وأذربيجان تريد احتكار نقل الغاز الإيراني، ومن ثم فرض إملاءات سياسية على إيران.

تملك إيران ثاني أكبر احتياطي من الغاز بعد روسيا. أشار الباحث في العلاقات الدولية "تامر بدوي" إلى أن إيران طرحت مشروع خط الغاز الإسلامي الذي يمثل إحدى أكبر مشروعاتها الاستراتيجية لتصدير الغاز على العراق وسوريا ولبنان في تموز 2010، على أن يمدهما بالغاز الطبيعي ويمتد في المستقبل إلى أوروبا، إلا أن الرياح لم تهب كما تشتهي طهران، حيث انطلقت ثورات الربيع العربي التي أعاقت أعمال المشروع.

وكشف الباحث، في مقاله على موقع نون بوست "ماذا تعني سوريا النسبة لإيران جيو ـ استراتيجيًا"، أن إيران أرادت كسر احتكار تركيا لغازها ولغيره من الغازات المسالة عبر الخط الإسلامي الذي سعت إلى إنهائه في سوريا ومن ثم مده إلى أوروبا عبر سوريا أو لبنان وليس تركيا، مبينًا أن عامل الطاقة يشكل السبب الاستراتيجي الأساسي لنزاعها على العراق وسوريا، موضحًا أن انضمام إيران إلى تاناب صعب لكنه ليس مستحيلًا.

وبيّن بدوي أن الجانب الرئيس الذي يهدد مشروعات الطاقة في سوريا والعراق هو المناخ الأمني الذي سيظل متوترًا حتى لو تم تحقيق تسوية سياسية، متسائلًا كيف يمكن لإيران المخاطرة باستثماراتها الاستراتيجية من خلال نصب جسور نقل طاقتها في مناطق مستعرة مثل العراق وسوريا؟

وبموازاة الجملة الأخيرة لبدوي، والتي تشير إلى أن الهاجس الأمني المتدهور في دول الخط الإسلامي قد يرغم إيران على المشاركة في مشروع تاناب، صرح السفير الإيراني لدى أذربيجان "محسن باك أيين" بأن بلاده قد تشارك بمشروع خط الأنابيب العابر للأناضول "تاناب"، موضحًا أن الأمر قد يكون ممكنًا من خلال شراء إيران حصة تشغيلية في الخط.

ويمتد خط تاناب بطول 1850 كيلومترًا، وتقدر تكلفة إنشائه ما بين عشرة إلى 11 مليار دولار، ويُتوقع أن يبدأ ضخ الغاز فيه بحلول عام 2018.