فوضى الأسواق والأسعار
من المتسبب فى ارتفاع الاسعار.. الدولار ولا جشع التجار أم كلاهما.. الحكومة وبطرقها التقليدية تسعى لكبح جماح الاسعار من خلال تكثيف المعروض من السلع بالمجمعات الاستهلاكية، بينما شكوى الناس من ارتفاع الاسعار لاتقتصر فقط على الخضر والفاكهة واللحوم والدواجن، والارز والسكر وهى السلع التى تقول الحكومة دائما انها تكثف المعروض منها بالمجمعات للسيطرة على اسعارها، ولكن هناك ايضا الكثير من السلع الاخرى مثل منتجات الالبان التى ارتفعت اسعارها بشكل جنونى خاصة مع بدء العام الدراسى والرغيف الفينو الذى اصبح حجمه وسعره موضع سخرية من الناس، والكراس والكشكول والادوات المكتبية والملابس.. الخ. فهذه السلع لاتعرض بالمجمعات ولاسلطان للحكومة عليها سوى بتصريحات المسئولين عن تكثيف الحملات وتشديد الرقابة وهى ممارسات لا تسيطر على اسعار ولكن تزيد من الاحتقان بالاسواق.
وقد تعهدت الحكومة بالسيطرة على الاسعار خلال شهرين .. ولم تقل لنا ماهى خطتها لتحقيق هذا الهدف السامى الذى فشلت فى تحقيقه الحكومات المتعاقبة على مر العصور.. لماذا؟ لان الحكومة تتجه الى الاجراءات البوليسية ولا تتعامل مع المشكلة من جذورها.. فالسبب الرئيسى وراء انفلات الاسعار كما هو معروف للقاصى والدانى عدم وجود تجارة داخلية منظمة ولكن عندنا اسواق تتسم بالفوضى والعشوائية وبالتالى فى ظل العشوائية يصعب التحدث عن اجراءات نظامية فهناك محال ومنافذ بيع تعمل بشكل رسمى ومحلات اخرى تعمل بعشوائية وهى كثيرة ولاتعلم اجهزة الدولة عنها شيئا وبالتالى هى بعيدة عن اجهزة الرقابة.
تنظيم التجارة الداخلية سيساعد كثيرا فى نمو تجارتنا الخارجية خاصة فى الشق التصديرى منها، فالمنتج عندما يتعامل مع سوق منظمة فى الداخل سيكون من السهل عليه التعامل مع الاسواق المنظمة بالخارج.
(المصدر: الأهرام 2016-10-01)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews