Date : 29,03,2024, Time : 10:45:21 AM
3986 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الجمعة 27 ذو الحجة 1437هـ - 30 سبتمبر 2016م 01:03 ص

سورية و «اللجنة الأمنية» الأميركية - الروسية

سورية و «اللجنة الأمنية» الأميركية - الروسية
وليد شقير

يشتكي المسؤولون الروس لمن يلتقونهم من أن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تلتزم الاتفاقات التي تم التوصل إليها في شباط (فبراير) ثم في الربيع الماضي، ويروحون يعددون كيف أخل الأميركيون بها في الحي الفلاني وفي الشارع أو القرية العلانية، ولم يفوا بما وعدوا به، فيُغرقون محدثيهم من كبار المسؤولين وأعلى المستويات، بتفاصيل قتالية وميدانية صغيرة قياساً إلى حجم دولة كبرى تتعامل مع دولة عظمى أخرى مثل الولايات المتحدة.

يخرج محدثو وزير الخارجية سيرغي لافروف وغيره من كبار الديبلوماسيين الروس، باستنتاج واستغراب مفجع لا يقلل من فجاعة المجزرة التي ترتكب في حلب، بأن الاتفاقات الروسية - الأميركية حولت الدولتين الكبريين إلى ما يشبه «اللجنة الأمنية» التي تدير حرباً بفظاعة الحرب السورية، بدل أن تكون محاولة للبحث عن حل سياسي لأبشع حرب يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، بنتائجها الكارثية على الصعد الإنسانية والجغرافية والديموغرافية والسياسية والاقتصادية إقليمياً ودولياً.

تحول لافروف وجون كيري إلى رئيسين لتلك اللجنة الأمنية التي أخذ بعض اللبنانيين يشبه فصول اجتماعاتها وإخفاقاتها بما كانت تنتهي إليه لقاءات اللجان الأمنية في الحرب اللبنانية التي امتدت فصولاً زهاء 15 سنة. لكن التشبيه هنا يصبح مأسوياً قياساً إلى الفارق في حجم الحربين واختلاف الأسلحة الفتاكة المستخدمة والمجازر التي ترتكب، والأحقاد التي تخلفها.

وإذا كان تفسير الغرق الروسي في هذا الأسلوب من إدارة الحرب السورية يتراوح بين اعتبار أن موسكو غرقت في المستنقع السوري، وبين القول إنها تمارس خبثاً وفق خطة سياسية- عسكرية معدة سلفاً لإفشال أي اتفاق أمني للهدنة أو وقف النار، للإجهاز على المعارضة السورية لمصلحة بشار الأسد، فإن تفسير الانزلاق الأميركي إلى هذا النوع من المعالجات الأمنية الفاشلة سلفاً، لا يقل تعقيداً. ويتراوح هذا التفسير بين القول إن واشنطن بلا قرار في شأن سورية، وبين الاعتقاد أنها تريد لهذه الحرب أن تستمر، لأن إدارة باراك أوباما تترك المنطقة تتآكل بالحروب والانقسامات، مفسحة المجال أمام إسرائيل لأن تستفيد من إضعاف الجسم العربي بالدرجة الأولى كي يصبح الدور الإسرائيلي حاجة لها في أي حل مستقبلي ينهي المذبحة المتواصلة في بلاد الشام.

ومهما كان تفسير غرق الدولتين الكبريين في التفاصيل الأمنية، كما يستنتج من يقرأ الاتفاقات التفصيلية بينهما حول «طريق الكاستيلو»، وتمرير شاحنة مساعدات إنسانية من هذه الجبهة أو تلك، وقيام غرفة عمليات مشتركة لمحاربة الإرهاب، فإن النتيجة العملية الوحيدة من إخفاقات هذه الاتفاقات هي تغييب الدور العربي عن محاولات صوغها، ثم عن أي جهد لاستدراك هذه الإخفاقات، ثم العجز عن تعديل موازين القوى لتجنيب السوريين مزيداً من القتل والتدمير. وإذا كان من تبريرات سياسة أوباما الانكفائية أن على الدول الإقليمية أن تأخذ دورها في معالجة الأزمة السورية وغيرها من أزمات الإقليم، فإن الدول العربية المعنية بسورية بقيت عاجزة عن التقاط المبادرة لانتزاع هذا الدور قياساً إلى ما تفعله كل من تركيا وإيران وإسرائيل في الميدان السوري. فهي تارة تنتظر ضوءاً أخضر من واشنطن، وأخرى تراهن على مسايرة روسية لها، متوهمة بإمكان جذب موسكو إلى مصالحها العربية، بدل أن تقدم على خطة خاصة بها تفرض نفسها في الميدان وفي المداولات السياسية.

يضرب فلاديمير بوتين عرض الحائط بكل الوعود العربية له بحفظ مصالح روسيا في المنطقة، لأن من يصدرها ليس بالقوة الكافية التي تتيح له المقايضة. ولا يخجل أوباما من النكوث بموجبات تشجيعه عواصم عربية على الثبات في موقفها ضد نظام الأسد، بحجة الإفادة منه في مفاوضاته مع بوتين.

إنه ازدراء ما بعده ازدراء، يتم بغطاء الاحتجاجات الأقرب إلى البكائية التي تصدر عن كيري، حين يخلّ الروس بما يتفق عليه ويمارسون أبشع أنواع القصف بالأسلحة المحرمة التي بات الشعب السوري حقل تجارب لها.

الخطة الروسية - الإيرانية - الأسدية تقضي بالسيطرة على حلب، وإخراج المقاتلين منها، والأهالي أيضاً، إلى إدلب، لتغيير ديموغرافيتها هي الأخرى كما حصل في حمص ومحيط دمشق وقلبها والقلمون... تمهيداً لمرحلة أخرى تقضي بتحويل إدلب إلى أثر بعد عين، أي إلى غروزني أخرى. عندها قد يسجل التاريخ أن البابا فرانسيس قال في صلاته إن من ارتكبوا العنف في حلب «سيحاسبهم الله»، وأن بان كي مون اعتبره «جريمة حرب». عندها يكون الأوان قد فات، لأن من قصدهم البابا يؤمنون بغير الله، ولا يعود انتظار الإدارة الأميركية الجديدة بأي منفعة للمراهنين عليها.

(المصدر: الحياة اللندنية 2016-09-30)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد