أرسناليات أرسن فنجر
في أحيان كثيرة يحتاج أي من المسؤولين عن صناعة واتخاذ القرار الى ذات الواقعية التي يتحدث بها نائب الرئيس السابق لنادي الارسنال الانجليزي ديفيد دين، بعد اشارته وفي أكثر من مناسبة الى أنه من الصعب تعويض تجربة المدرب الفرنسي أرسن فنجر مع النادي، لمجرد التفكير في البحث عن مدرب بديل بعد انتهاء مرحلة فنجر العام القادم، وبعد الأخذ في الاعتبار وجود ما يكفي من مؤشرات للتأكيد على العمل الذي يقدمه ما قبل الـ20 عامًا، وكيف هي حالة وقيمة النادي الذي يتأهل سنويًا الى دوري أبطال أوروبا!
إن اعتقاد البعض بضرورة التغيير والتركيز على التجديد في الأسماء والخبرات، ليس شرطًا أن يكون من الحلول والخيارات الناجعة اذا ما تم ربطها بصورة واقعية وبحالة متقدمة من الفحص والتقييم، وما يمكن أن يضيفه الهدوء والاستقرار على مستوى المؤسسة، وبعد الأخذ في الاعتبار أن القرار السابق الذي يرتبط بقيمة عالية من القراءة الدقيقة والعميقة، من الضروري جدا أن يرافقه قرار آخر وعلى نفس المستوى من الدقة والموضوعية، وفي حالة الارسنال والمدرب فنجر صورة من الصور تتحدث عن نفسها، في لحظة بدأ الحديث يكثر عن اقتراب رحيل الفرنسي، وما يمكن أن يقال في مسار البحث عن المدرب البديل الذي يمكن أن يحقق الاضافة للنادي، ويضاعف مما يمكن أن يكون من مكتسبات!
لقد تناقل الارسناليون ما يكفي من رغبات وأحاديث تذهب الى إقالة المدرب الحالي للنادي، وإشارتهم في أكثر من مناسبة الى قصور كبير في لحظات التتويج، وابتعاد مستمر عن لقب البرايم ليج، الا أن كل ذلك لا يمكن أن يعني أنهم في المسار الصحيح، وأن كل أحاديثهم وطلباتهم يجب أن تنفذ، اذا ما كان التقييم الحقيقي والموضوعي للموقف يذهب في الاتجاه المعاكس، وفي هذا الجانب تظهر القيمة الحقيقية لصانع ومتخذ القرار، وكيف يمكن أن يكون حاضرًا في مرحلة ضبط النفس الانفعالي، وعدم التركيز على خطوط عاطفية، أكثر من اهتمامه بلغة عقل ومنطق وتقييم حقيقي لتبعات القرار وفي جميع الاتجاهات التي لها أن تؤثر عليها!
لم يتحدث ديفيد دين بتلك النبرة من الحكمة والموضوعية، الا وهو يدرك كيف هي القدرات والامكانات التي يمتلكها النادي الانجليزي، وكيف يمكن قياسها على مستوى الأهداف والطموحات، وليس شرطًا أن يذهب البعض الى مقارنة ناديهم بأندية أخرى وإيمان أنها الحقيقة التي يتوجب أن تسود، حتى ينال متخذ القرار حالة من الرضا ويقال إنه اتخذ المناسب من القرارات، ذلك وبعد الايمان أن لكل مؤسسة هويتها وظروفها وتفاصيلها الدقيقة والأكثر دقة، التي تختلف في الكم والكيف عن مؤسسات أخرى، وهنا يكمن الاختلاف الحقيقي بين الصانع والمتخذ العميق للقرار، وبين مسؤول آخر، لا يعرف من الأساس ما هو الفرق بين قرار وقرار!
(المصدر:الأيام2016-09-29)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews