قراءة متأنية في تشكيلة الأعيان بعد غياب العجائز وجوائز الترضية
جي بي سي نيوز :- خلت تشكيلة مجلس الأعيان الأردني الجديد الذي تشكّل ليل الثلاثاء الأربعاء من عدد من رؤساء الوزراء السابقين أمثال الدكتور عبد الرؤوف الروابدة وطاهر المصري وعون الخصاونة وعبد الكريم الكباريتي، في حين أنبأت على الأقل بخروج 4 من الوزراء الحاليين من تشكيلة مجلس الوزراء الجديد.
التشكيلة الجديدة حملت اربع قطاعات اساسية في طياتها اولها وعلى رأسها القطاع الاقتصادي والذي من المفترض ان يتزعمه الرئيس الشاب سمير الرفاعي الى جانب عدد من ذوي الخلفيات الاقتصادية والتجارية واصحاب رؤوس الاموال.
القطاع الثاني، مثّل الاولوية الثانية الواضحة في المملكة والتي تحمل عنوان الجانب العسكري من هنا بدا الجنرالات حاضرين وبقوة وبخاصة مع وجود القطبين السابقين في الدرك والامن العام الجنرال توفيق الطوالبة والجنرال احمد السولميين والذين اقيلا سابقا بحادثة شهيرة عصفت بوزير الداخلية الاسبق الجنرال حسين المجالي والقطبين المذكورين.
عودة الرجلين دون المجالي ايضا رسالة واضحة تجاه الاخير، الذي يبدو أن هناك من ناب عنه ومن ذات العائلة في التشكيلة، إلى جانب إصرار كثيرين على ان دوره قادم خصوصا فيما يتعلق بقضايا الارهاب التي يعدّ واحدا من اهم الخبراء فيها.
تشكيلة الاعيان حملت في طياتها بعض معاني رد الاعتبار لشخصيات محلية من وزن رئيس ديوان المحاسبة الاسبق الدكتور مصطفى البراري، الى جانب الجنرالين المذكورين والذين خرجوا من مواقعهم بصورة عاصفة في عهد رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبد الله النسور والذي يجلس الى جانبهم اليوم في مجلس الملك.
وخلافا للتوقعات، بدت عشائر بدو الوسط “دون حصة” في تركيبة المجلس المذكور إلا من رئيسه فيصل الفايز والجنرال غازي الطيب، رغم ان التوقعات المسبقة كانت بحصولهم على عدد اكبر كنوع من التعويض عن الازمة التي لحقت بهم في الانتخابات التشريعية للغرفة الموازية لمجلس الملك (اي مجلس النواب).
بصورة غير متوقعة أيضا لم يجد اي مترشح لمجلس النواب الحالي (الثامن عشر) اي طريق ولو لمقعد واحد في مجلس الملك رغم تكهنات كثيرة بغير ذلك، وبعودة بعض الاسماء الكبيرة من بوابة الاعيان.
القطاع الثالث بدا متمثلا بالقطاع الشبابي الذي من المفترض له ان يمثل عبر شخصيات نابهة من وزن الناشط ورجل الاعمال المهندس صخر دودين والذي بدا تعيينه تكريما لوالده الراحل الوزير الاسبق مروان دودين، إلى جانب شخصية وازنة مثل الرصين ناصر اللوزي.
قطاع المرأة حظي بحصة موازية تقريبا للحصة في مجلس النواب، إذ حظيت 10 سيدات اردنيات بمقاعد في مجلس الاعيان، مقابل ضعفهن في مجلس النواب المنعقد.
وجاءت ارادة ملك الاردن عبد الله الثاني ليل الثلاثاء بعد ارادة بحل المجلس المنعقد، واعادة تشكيل المجلس الجديد برئاسة رئيس الوزراء الاسبق فيصل الفايز ذاته، وبقاء رئيسي الوزراء الاسبقين الدكتور معروف البخيت والشاب سمير الرفاعي، إلى جانب رئيس الوزراء الدكتور عبد النسور.
ويظهر مجلس الاعيان منذ مدة مخالفا للعرف القاضي بتعيين معظم رؤساء الحكومات الذين لا يزالون على قيد الحياة، إذ يغيب أيضا الى جانب المذكورين في بداية التقرير رئيس من وزن احمد عبيدات ومضر بدران ونادر الذهبي وغيرهم.
في المقابل بدت الدماء الجديدة تجري في المجلس، إذ وفقا لتحليل اصدره باكرا موقع “هلا أخبار” التابع للقوات المسلحة فإن 72% من المجلس المتشكل وجوه جديدة اي أن 47 عضوا من 65 هم اعضاء لم يكونوا في مجلس الملك السابق، بينما احتفظ 18 فقط من المجلس السابق بمقاعدهم.
وذكرت القراءة التحليلية أيضا ان 33 وزيرا سابقا وجدوا لهم مقعدا في الاعيان بينما وجد اقتصاديون أمثال زياد الحمصي ونائل الكباريتي وعيسى حيدر مراد وطلال أبو غزالة، وايمن حتاحت، مقاعدهم في المجلس ايضا.
بكل الاحوال، تبدو التشكيلة الجديدة لمجلس الملك منبئة ببعض الاختلاف، خصوصا مع قلة العجائز في المجلس بالنسبة للشباب والذين يمثلون القطاع الرابع من القطاعات التي ستكون جاهزة للتصدي لمرحلة غير سهلة تقبل عليها المملكة.
المصدر : رأي اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews