الزمالك ليس أهم من منتخب مصر

أعرف أن الأمر سيتحول فى النهاية إلى أهلى وزمالك، بعيدا عن أى هدوء ومنطق.. أعرف أيضا أننا أصبحنا نعيش زمانا أصبح فيه بعض أو عشاق الأهلى أو الزمالك يرون ناديهم أهم أو أغلى من مصر ومنتخبها.. لكن ذلك لن يمنعنى من رأى أكتبه وأقوله بوضوح وصوت عالٍ واحترام حقيقى للجمبع، وهو رفض مطالب الزمالك بالاحتفاظ بلاعبيه الدوليين وعدم مشاركتهم مع منتخب مصر، فى أولى مبارياته بتصفيات المونديال الروسى المقبل.. فالمنتخب المصرى سيسافر إلى الكونغو ليلعب هناك فى التاسع من أكتوبر.. بينما سيسافر الزمالك إلى جنوب أفريقيا ليلعب هناك أمام نادى صن داونز مباراة الذهاب فى نهائى دورى الأبطال الأفريقى يوم الرابع عشر من أكتوبر.. ولهذا يطلب الزمالك ألا يسافر لاعبوه الدوليون مع المنتخب إلى الكونغو ويبقون معه حتى موعد السفر إلى جنوب أفريقيا.. ويستند الزمالك فى هذا الطلب إلى أنه سيلعب نهائى دورى الأبطال الأفريقى، وأنه يحتاج لكل لاعبيه حتى يفوز بمجموع مباراتى النهائى ويتأهل ليلعب فى كأس العالم للأندية باليابان.. وأنه سيلعب باسم مصر، سواء فى النهائى الأفريقى أو مونديال الأندية.. وبالتالى من حقه الاحتفاظ بلاعبيه حين يحتاج إليهم.. وهذه القناعة هى جزء أساسى فى المشكلة التى نواجهها الآن.. فأنا طول الوقت أكتب، وأؤكد أنه لا الزمالك ولا الأهلى أو أى ناد آخر يلعبون أفريقيا باسم مصر.. هم يلعبون فقط بأسماء أنديتهم وبالنيابة عن جماهيرهم.. وكتبت كثيرا من قبل أنه لا يلعب باسم مصر إلا منتخب مصر.. ولم يكن كثيرون يقتنعون بما أقوله، بل أحيانا ينتقدونه مؤكدين أن هذه الأندية تلعب باسم مصر لدرجة اتهام مشجعى الأهلى الذين لا يشجعون الزمالك أفريقيا أو مشجعى الزمالك الذين لا يشجعون الأهلى بالخيانة الوطنية وعدم الولاء والانتماء.. وهناك فارق كبير بين أن أكون أهلاويا، وأشجع الزمالك أفريقيا، وأتمنى له الانتصار والبطولة ولجماهيره الفرحة والاعتزاز.. أو أكون أهلاويا وأشجع الزمالك أفريقيا، التزاما بالوطن واحتراما لمصريتى، لأن هذا فكر خاطئ، ولا يحدث فى أى بلد فى العالم.. فمصر هى منتخبها، وحلمها القديم المؤجل دوما بالتأهل للمونديال.. وبالتالى للمنتخب الأولوية على أى نادٍ حتى لو كان الزمالك أو الأهلى..

ولا يمكن قبول أن يلعب المنتخب دون تسعة لاعبين ينتمون للزمالك.. أحمد الشناوى وعلى جبر وأحمد دويدار وإبراهيم صلاح وطارق حامد وأيمن حفنى ومصطفى فتحى وباسم مرسى.. كما أنه ليس هناك ما يمنع أن يلعب المنتخب كاملا أمام الكونغو، ومعها أحد مدربى الزمالك، وبعد المباراة ينتقل لاعبو الزمالك مع مدربهم من الكونغو إلى جنوب أفريقيا ينتظرون هناك بعثة الزمالك لتكتمل قبل مباراة صن داونز.. وقد يخسر المنتخب أمام الكونجو رغم اكتماله نتيجة خطأ مدرب أو أخطاء لاعبين.. لكنه إن خسر وهو غير مكتمل، فلن يلام أحد وقتها إلا الزمالك الذى فضل مصلحته على مصلحة مصر ومنتخبها.. وأنا أتمنى الفوز لمنتخب مصر، وأيضا فوز الزمالك بالبطولة الأفريقية والسفر إلى اليابان

(المصدر: المصري اليوم 2016-09-27)