مدربو الهلال.. الصداع الدائم
ربما يكون رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد أول رئيس نادٍ سعودي يتحدث بكل صراحة وشفافية عن تخاذل مدرب فريقه واستجدائه إنهاء العقد والظفر بالشرط الجزائي عقب لقاء القادسية الخميس الماضي في الجولة الرابعة من "دوري جميل" والتفاصيل التي حدثت قبل وأثناء المباراة تؤكد ذلك، فالمدرب الذي لا يعلم بمن يبدأ وينتظر من يعينه على اختيار عناصره لاشك أنه "بايعها" وهو ما قاله الرئيس فضائياً وحتى عندما أسدى له توجيهاته بأن عليه أن يبدأ باللاعبين الجاهزين أطرق مفكراً في كلامه ثم أبدى موافقته فكانت هذه أولى بوادر أنه خارج نطاق الخدمة.
تلك بديهيات وأبجديات التدريب التي يبدو أن حظه منها قليل جداً بدليل سجل فقير بالبطولات كان كفيلاً بأن يصرف الهلاليون النظر عنه والبحث عن مدرب طموح تهمه سمعته أولاً قبل رصيده، ولكن و"آه من لكن" خدعوا وليست المرة الأولى ولعلها تكون الأخيرة وبعد أن بدأت المباراة ثبت أن الرجل يستميت في إنهاء عقده بطريقة احترافية بإبعاد الجاهزين نهائياً وتركهم في الرياض أو إلى جواره في دكة البدلاء ثم أكملها بالتلاعب في مراكز اللاعبين ولم يكن مضطراً لذلك لو لم يبيت النية للهزيمة لتكون مبرراً لفسخ العقد في تحد صارخ وتغافل مفضوح خفف وطأته فوز الفريق الباهت على رغماً عنه ثم قرار الإدارة السريع بإقالته ووضع النقاط على الحروف في أمره المريب وهو قرار واع يثبت أن الإدارة كانت تتابع ما يحدث أولاً بأول وعلى دراية تامة بانتكاسة العمل الذي بدأه جيداً ثم تغيرت كلياً الطريقة التي يدار بها من الجدية إلى الفوضى المتعمدة ويبدو أن خلف الأكمة ما وراءها وهذا يستلزم من إدارة الهلال مقاضاته قانونياً لحرمانه من الشرط الجزائي فلديها من الأدلة المادية ما يثبت تحايله يكفي فقط مشاهدة شريط هذه المباراة لكسب القضية ضده ولعلها بهذا تفتح الباب لبقية الأندية التي ترى عبث مدربيها وتلاعبهم وسعيهم الحثيث للظفر بالشرط الجزائي ولا تجرؤ على شكواهم أو مقاضاتهم.
رحلة البحث عن مدرب في هذا الوقت نسبة نجاحها قليلة وقد تفشل كسابقتها فالمتوفر الآن إما مستغنى عنه حديثاً لفشله الذريع أو عاطل عن العمل والتعاقد مع هؤلاء ليس إلا مسكناً مؤقتاً لكنه لا يقضي على صداع المدربين الدائم في وقت تضغط فيه الجماهير ولن تقبل بفقدان لقب الدوري للموسم السادس على التوالي ولن تعذر الإدارة على أي تقصير فهي تتطلع لاستقرار الفريق بعيداً عن حسابات الثقة المجتزأة للمدربين التي تمنح حسب الظروف ولن يتحقق ذلك إلا بجهاز فني على مستوى عالٍ وكادر طبي مؤهل وإداري حازم مع تسريح بعض الأسماء وتشبيب الفريق ولعل فترة توقف الدوري لـ18 يوماً تجود بالعثور على من يبحر بالهلال لشواطئ البطولات الكبرى التي غادرها.
(المصدر: الرياض 2016-09-25)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews