تركمانستان المارد والرئيس
أحد أبرز معضلاتنا الأساسية في مجتمعات مؤسساتنا العربية، أن البعض يعتقد بالاستثناء الذي يكونون عليه وفي كل شيء، حتى في اللحظة التي يقيمون فيها المشهد العام، حيث يذهب الغالبية من المسؤولين، وأيضا المتابعين والنقاد وكذلك الجماهير على وجه العموم، الى الاعتقاد أنهم لوحدهم في الساحة الرياضية والتطويرية، لا أحد سواهم، فتجدهم يصمتون على ذلك المعتقد الخاطئ، ويسبتون فيما بعدها من لحظات وفترات، وقبل أن ينصدموا وبعد سنوات، أنهم لم يراوحوا مكانهم برياضتهم ومؤسساتهم، في الوقت التي تظهر فيه مؤسسات ودول أخرى آسيوية ومن الجوار، في مستوى متصاعد، ونقلة نوعية وعلى جميع المستويات.!
خلال متابعتي لما تمتاز به تركمانستان من بنية تحتية، وأيضا رؤية واضحة للرئيس «الصامت» قربان قولي بيردي محمدوف، يتجلى أمام العميقين في اتخاذ وصناعة القرار، أن الدولة التركمانستانية، مقبلة على طفرة نوعية وعلى مختلف الجهات، وبلوغ مرحلة متقدمة عميقة في مختلف الاتجاهات، وأقول الرئيس «الصامت» لأنه من الرؤساء والقادة الذين يفضلون الاستماع فالاستماع وأيضا الاستماع، وفي ذلك قيمة كبيرة ومكانة للقائد، ما قبل أن يتخذ أي قرار، على أقل تقدير حيث يؤمن أن القرار اتخذه بالاعتماد على متابعته لكل التفاصيل والأحداث، ومن بعدها المفاضلة بين أكثر من خيار، ومن تابع فعاليات يوم الصحافة الرياضية الاسيوية الذي تميز به الاتحاد الاسيوي للصحافة الرياضية، وما رافقه من ندوة للصحافة الرياضية والاستعداد التركمانستاني لاحتضان دورة الالعاب الآسيوية الخامسة التي تستضيفها عشق أباد في 2017، يدرك ويعي جيدا، أن هنالك ماردا ثاقب الرؤية متزن المكانة، قادما وبقوة الى الساحة الاسيوية وعلى جميع تظاهراتها، ليس فقط الرياضية والاعلامية، بل وايضا في مناحي أخرى، وبعد الاتكاء في المتابعة، لحالة متقدمة من الاتزان والاستقرار، وكذلك المنهجية التي يصنع بفحواها القرار، وكيف هو التكاتف والتعاضد، ووقوف الشعب بأكمله خلف الرئيس، والايمان أنه الملهم لهم القادر، ليس فقط على بلوغ القمم، بل وأيضا من أجل تجسيد حالة من الرضا الشاملة المتكاملة، وعندما يشعر الاعلامي والرياضي بتلك الثقة الكبيرة والمكانة التي يتمتع بها القائد والرئيس، فليس بعد ذلك حافز يمكن أن يكون، ولا هدف له أن يتجلى ويتكون بوضوح، ومع الرئيس التركمانستاني، مزية من المزايا، هي ما يمكن أن تبرز وتظهر كركيزة أساسية يفتقد اليها رؤساء، حيث التمتع بحالة كاملة من الانسجام مع شعبه، فتجده رياضيا متكامل الأهداف والطموحات، وأيضا معنيا بجوانب سياسية واقتصادية ومجتمعية، حيث يراهن الرياضي على مستوى متقدم من الاستقرار والهدوء والاتزان، ولا شيء بعد ذلك التكريم والتقدير والتبجيل الذي يحظى به الرياضي والاعلامي التركمانستاني من قبل الرئيس، ولا علوا على تلك الحوافز التي يجدها على مقربة من متناوله هنا أو هناك، لنقول ونذكر أنها الأساس اذا ما أردنا التذكير ليس أكثر من ذلك أن المؤسسات العربية غالبيتها، لم تعد لوحدها من ينفق الملايين والمليارات، وليست ساحتها التي كانت تقول إنها الاستثناء والطموح في تحقيق انجاز لم يبقَ منه أكثر من هوامش وبقايا أمل وطموح وذكريات.!
(المصدر: الأيام2016-09-26)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews