مصر: كارثة غرق مركب "رشيد" تثير تعليقات غاضبة

جي بي سي نيوز-: أثار غرق مركب رشيد الذي كان يحمل أكثر من 300 مهاجر غير شرعي على سواحل كفر الشيخ، استياء وغضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، حيث دشن رواد موقع "تويتر" هاشتاغا يحمل اسم "رشيد" وآخر "غير شرعية"، واحتل الهاشتاغان مركزا متقدما في قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا على الموقع.

وعبر النشطاء عن آرائهم حيال انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وأعلن البعض تضامنهم الكامل مع الضحايا، كما أعلن آخرون استنكارهم لدور الحكومة حيال هذه القضية، ومن أبرز التعليقات على الحادث: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. هربوا من الفقر البطالة وفساد الغذاء والتلوث في المأكل والمشرب ليموتوا غرقا في البحر"، "ناس بتغرق وهي بتهرب من مصر علشان لقمة العيش"، "زمان كنا بنهرب من الغربة، لكن في آخر عشرين سنة بقينا بنهرب من بلدنا"، "عشرات الشباب غرقوا في مركب رشيد.. لا لن نلوم البحر أو الشباب الهارب من شبه الدولة بل سنلوم الحكومة الذي أخرت بلادنا وجعلتها في ذيل الأمم".

وقال الناشط السياسي شادي الغزالي حرب خلال تغريدة له على صفحته في موقع «تويتر»: «ما أشبه مركب نوهت بمركب رشيد نحاول الهجرة بها للحضارة والرقي فيتكاتف الخصوم في الداخل والخارج للفتك بنا ليموت البعض ويعيش من ينجو في عذاب».

وأدان جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، حادث غرق المركب، وقال في تغريدة عبر حسابه الشخصي في موقع «تويتر»: «أتذكر متاجرة البعض بصورة الطفل السوري إيلان، الشباب اللي بيحاولوا يهربوا من الظلم.. شباب فقد الأمل في العدالة والحياة الكريمة في وطنه».

وندد المحامي الدولي محمود رفعت بالحادث، وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع «تويتر»: «مقتل مئات المصريين بغرق مركب رشيد.. ناقوس خطر جديد يدق بصوت مرتفع أن مصر تتهاوى.. فهل سيسمع أحد قبل فوات الأوان؟».

وعلق السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على حادث غرق مركب هجرة غير شرعية في محافظة البحيرة.

وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «في شأن الذين يغامرون بأرواحهم في البحر المتوسط، رحم الله المنتحرين الذين نسميهم مهاجرين غير مشروعين».

وتابع: «الشباب الذي يستطيع أن يدفع 50 و60 ألف جنيه (أكثر أو أقل كما يقال) للمهرب الذي يدير عملاً إجراميا، كان الشاب يستطيع بهذا الرأس مال أن يبدأ مشروعا صغيرا».

وتابع: «أما القول إنه انتحر أو ركب البحر دون معرفة بالسباحة، لأن الدولة لم توفر له مكتبا يجلس إليه ولا يعمل فهو تشجيع على فساد إضافي اسمه بطالة مقنعة».

وأضاف: «فالدولة تريد أن تتخفف من تسعة أعشار موظفيها الذين لا لزوم لهم، الهجرة غير المشروعة واحدة من الجرائم المنظمة وفقًا للقانون المصري والدولي، ويجب ألا نشجعها أو نتعاطف معها، وكان الله في عون الشباب وأرشده وثبته على الصواب».

وفي السياق نفسه، ارتفع عدد الجثث التي تم انتشالها من حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية الذي وقع الأربعاء الماضي أمام سواحل مدينة رشيد على بعد 12 كم شمال شرقي البوغاز إلى 162 غريقا، ومازال البحث جاريا عن أي ضحايا آخرين.

وقال محمد سلطان، محافظ البحيرة، أن « قوات حرس الحدود قامت بمشاركة مراكب الصيد الخاصة بالأهالي بإنقاذ 154 شخصا أحياء من الركاب دون تحديد أعدادهم بشكل إجمالي».

وأشار في بيان إلى «أن المركب أقلع من قرية مسترو في محافظة كفر الشيخ وتدعى مركب الرسول وكانت تحمل على متنها مهاجرين غير شرعيين من جنسيات السودان وأريتريا والصومال ومصر (.. ) ووقع الحادث صباح الاربعاء شمال شرق بوغاز رشيد على مسافة 12 كم تقريبا من البوغاز وسواحل كفر الشيخ».

وأضاف سلطان، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «يوم بيوم»، المذاع عبر فضائية «النهار اليوم» أورد «أن القوات البحرية تعمل على تحديد إحداثيات المركب بدقة؛ لتحدد المنطقة التي من الممكن أن تتواجد الجثامين بها»، مؤكدا الاستمرار في عمليات البحث حتى يتم العثور على المفقودين كافة.

وأوضح «أنه من الصعب تحديد أعداد الضحايا أو المفقودين الآن»، مشيرا إلى الإفراج عن 110 أشخاص من المحتجزين بضمان محل إقامتهم مع إنهاء أوراق 43 أجنبيا بعد التأكد من وثائق سفرهم، ودخولهم إلى البلاد بطريقة شرعية أو ترحيلهم عن طريق سفارات بلادهم، مضيفًا أنه تم احتجاز 4 متهمين الذين كانوا يقودون المركب للتحقيق معهم، كما نتابع حالة المصابين بدقة ، وفق ما أوردت "القدس العربي".

ولفت إلى إحباط عدد من محاولات الهجرة غير الشرعية والتي تستخدم مراكب صغيرة الحجم، مؤكدا أن قوات حرس الحدود تبذل مجهودات كبيرة لضبط عمليات الهجرة غير الشرعية، وإجهاضها قبل تنفيذها.

وعلى جانب آخر، كشفت تحقيقات النيابة العامة لشمال دمنهور تحت إشراف المستشار عبد العزيز عليوة، المحامي العام لنيابات شمال البحيرة ، عن العديد من المفاجآت في حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية «مركب الرسول رقم واحد»، منها أن المركب خرجت بتصريح من ميناء رشيد للصيد ومن منطقة الصروح بدمياط، وقام مالكها باستئجارها لمافيا عصابات الهجرة التي استولت عليها بعد هرب طاقمها الأصلي واستبدالهم بطاقم آخر يضم 4 من المتهمين الذين تم القبض عليهم عقب غرقه.

وتبين من التحقيقات «أن أفراد طاقم المركب قاموا بالسير في مياه البحر قبالة سواحل مطوبس وبلطيم وأنهم جمعوا المهاجرين من عدة أماكن منها «أمام قرية مسطرو» على حدود «بلطيم ومطوبس وميناء بوغاز رشيد»، إضافة إلى قيام المتهمين بالإشتراك مع آخرين تم التوصل إليهم بالحصول على آلاف الدولارات من الأفارقة المشاركين في الرحلة المشؤومة، كما حصلوا على إيصالات أمانة من المصريين الناجين قيمتها 20 ألف جنيه».

وكان المستشار عبد العزيز عليوة المحامي العام لنيابات شمال دمنهور قد قرر حبس 4 أفراد (طاقم المركب ) 4 أيام على ذمة التحقيقات والمتهمون هم «عطية أحمد محمد أبو نار مواليد 1971 ونشأت غزال سعد الصيفي مواليد 1991 وسعد سعد عشماوي فرفرة مواليد 1978 وصبحي حسن صبحي أبو عتمان 19 سنة»، وجميعهم يقيمون في قرية السكري بالجزيرة الخضراء تبع مطوبس كفر الشيخ.

كما أمرت بضبط وإحضار 9 متهمين آخرين من مافيا عصابات الهجرة غير الشرعية والإفراج عن 110 مصريي الجنسية من الذين تم إنقاذهم الأربعاء، ومن باقي الناجين من جنسيات مختلفة بضمان وثيقة سفرهم وعددهم 43 منهم 13 أريتريا و2 صوماليين وواحد سوري و26 سودانيا.

وقررت النيابة الاستعلام من مكتب مخابرات حرس الحدود عن المركب المسماة موكب «الرسول رقم واحد» وعما إذا كانت مرخصة ومدى صلاحيتها.