كيف تكره مورينيو.. ورونالدينيو أم ميسي في برشلونة؟!

كما اعتدنا في أغلب أيام الجمعة، هذه الحلقة مخصصة للرد على استفسارات وأسئلة القراء، وقد غابت في الأسبوع الماضي بسبب إجازة العيد، الله يجعل حياتنا كلها أعياد وأفراح وإجازات!

هناك قراء بدأوا يقولون إن كلاشنكورة تتحول من فقرة ساخرة، إلى فقرة تحليلية حين يكون بطلها مورينيو! نعم إنه نوع من التحليل المنطقي، وليس التحليل الكروي أو التحليل المختبري! وبالنسبة لي هو تحليل لا يخلو من سخرية، ربما بشكل أقل وذلك بسبب طبيعة الموضوع، وعدم وجود شيء فيه مثل كرة راموس الفضائية! كما أنها مسألة ذوق أيضاً، ومسألة تحيز، فإن كنت تكره مورينيو فقد تجد الموضوع غير ساخر وبايخ وتافه وطائفي! ولو كنت تحبه، قد تجده ساخراً لأبعد الحدود ورائعاً ويجب أن يُترجم ويُدرس في كلية الهندسة!

على مقال “كريستيانو وشقيقته وإنسانيته ومدربه.. وكرته الذهبية الجديدة!” رأى بعضهم أني ألمح إلى أن ميسي لا يستحق الكرة الذهبية، ورأى آخرون أني ألمح إلى أن كريستيانو لا يستحقها، ورأى فريق ثالث أني أحمق لأنهم “اعتقدوا” أني أعتقد أن ريبيري لا يستحقها! والفريق الثالث هم أكثر من فاجؤوني! أنا لم ألمح إلى شيء، أنا سخرت منهم جميعاً.. لكن بطل الحلقة كان كريستيانو، وبصراحة ودون أن يزعل مني أي مدريدي، كريستيانو لا يصلح بطلاً في كلاشنكورة! هو كومبارس أو “سنيد” للبطل على أفضل تقدير! هناك شخصيات لا تصلح للسخرية، أو هي أقل قيمة من هذه الناحية.. وسنرى ما سيحدث لبرنامج “البرنامج” حين يعود من دون محمد مرسي!

في مقال “كريستيانو ليس حقيبة مقلدة يا مورينيو!”، سألني أحد القراء: “أنت تتهم الصحافة وليس الكل طبعاً بأنها تكتب من أجل المال والشهرة، وأنت عن ماذا تبحث بصدق؟”، أنا يا صديقي أبحث عن الشيء الأهم.. وهو أن أعبر عن نفسي وأخرج ما في داخلي! سيقول أحدهم: “تخرج ما في داخلك أم تدخل بعض النقود إلى جيبك؟”! وهذا صحيح نوعا ما، لكني بدأت الكتابة قبل 10 سنوات تقريباً، وفي السنوات الثلاث الأولى كنت أكتب لصحيفة إليكترونية بالمجان، وكنت ملتزماً أكثر من الآن! رغم أني كنت في “عنفوان” الشباب! ومرتبط بوظيفة مجنونة ودراسة جامعية.. إلا أني كنت أكتب، ليس لأني كنت أفكر بالشهرة، فأنا أساساً خجول جداً! أما المال فهو شيء جميل، لكن مشكلتي معه أني لا أكترث به كثيراً، لدرجة أنك لو تمكنت من السيطرة على حسابي المصرفي، وظللت تسرق منه شهريا بعقل، فيمكنك أن تفعل ذلك مدى الحياة.. لأني لن أنتبه!

قارئ آخر اتهمني بأمر غريب جداً وللغاية! إذ قال إني لو كنت أستطيع، سأمسح الدوري الإسباني من الوجود، وأجعل الإنجليزي هو الوحيد، لأني لم أترك شيئا في إسبانيا إلا وانتقدته، والعكس صحيح في الدوري الإنجليزي.. وضرب دليلاً قوياً هو: “كنت تسخر من مورينيو حين كان في إسبانيا، والآن تدافع عنه فقط”! يا رجل عيب عليك! كنت أدافع عن مورينيو منذ بدأ الهجوم عليه في مدريد، وحتى قبل ذلك.. دعك من ذلك، لقد قدمت وزملائي أغنية عن مورينيو حين كان في إسبانيا، وهي بعنوان “Mourinho the feared one”، وصدقاً، لا أحب الحديث عن هذا الأمر، لكنك أجبرتني! اتهمني بأني مدريدي أو برشلوني أو ماسوني! لكن لا تلمح إلى أني أكره مورينيو.. ليس من أجلي، بل من أجلك أنت، القراء سيسخرون منك!

على مقال “بفضل سواريز.. طرزان في ليفربول!”، قال أحد القراء الأعزاء “الإسلام يحرم السخرية والتقليل من الآخرين”! السخرية محرمة.. هذه لم نأخذها في المدرسة! أو ربما في هذا الدرس كنت أنا نائماً كالعادة! يا عزيزي السخرية السيئة والمحرمة، هي السخرية الحمقاء التي أحاربها أنا شخصياً، ولا أعتقد أبداً أني سخرت من شخص لأنه أصم أو أعرج أو أعور أو قزم، فأنا أمقت “كوميديا العاهات” السائدة حالياً في أعمالنا الفنية! كما لم أسخر من أحد لأنه من لون معين أو جنسية معينة أو عرق معين أو طبقة اجتماعية معينة، فلا يجوز أن تسخر من شخص بسبب شيء لم يختره هو.. فلم أسخر من ميسي يوماً لأنه أرجنتيني أو لأنه كان يعاني من خلل في النمو.. بل سخرت منه لأنه ارتدى بدلة تصلح للسيرك! لقد كان قراره هو، ولم يولد وهو ببدلة مرقطة!

أصبت بالإحباط بسبب مقال “ما فعله والد ميسي لبرشلونة.. لم يفعله ميسي نفسه!”، فقد هاجمني بعض البرشلونيين! بالطبع هذا الأمر لا يسبب أي إحباط ولا هم يحزنون! المشكلة فقط أني كنت أعتقد أن هذا المقال سيروق للبرشلونيين، لأني فعلياً كنت أمتدح ناديهم، صحيح أني سخرت من ميسي في المقابل، لكن ويحكم، هل أنتم برشلونيون أم ميسيون؟! وما قلته إن برشلونة لو لم يظهر ميسي لما كان تغير عليه شيء ربما.. فهل أنتم ترون أن برشلونة هو ميسي؟! بالنسبة لي برشلونة كان برشلونة حتى في أيام رونالدو وريفالدو وروماريو ورونالدينيو الساحر الذي لو كان ملتزما قليلاً، وظل في برشلونة، لكان ميسي في خبر كان! سيقول أحد: كل الذين ذكرتهم برازيليين، إذا أنت برازيلي، لهذا تكره ميسي، سحقاً لك!

على مقال “نيمار وميسي.. ضحك ولعب وجد ورقص!”، هاجمني كثيرون، وأثنى علي آخرون بطبيعة الحال، وهؤلاء أكثر بكثير على فكرة، لكني لا أتحدث عنهم إلا فيما ندر.. لأني لا أستطيع إلا أن أشكرهم، ولا أحد يريد أن تنقلب كلاشنكورة يوم الجمعة إلى مقال للشكر والتطبيل! هناك من علق وكتب مقالاً كاملاً سخر فيه مني ومن مقالي ومما جاء فيه، فضحكت.. والحمدلله على ذلك، فلو لم أكن أملك القدرة على الضحك من نفسي حين يسخر مني الآخرين.. فذلك يعني أني لست أهلاً لأن أسخر من أحد، وأتمنى حقاً أن يكون جميع من ينتقدوني، يفعلون ذلك بشكل ساخر.. دون تعصب وغباء وألفاظ قمامة!

على مقال “قضية رونالدو الحقيقي.. مورينيو لم يتفق مع صحافي كما فعل غيره!”، لم أفاجئ من تعليقات من يكرهون مورينيو، لكني كنت حزينا من أجلهم، فمورينيو شخصية لا يجب أن تكرهها، بإمكانك ألا تحبها، إنه يشبه ميسي! لا يمكن أن تكره ميسي في الملعب، مستحيل أن تفعل إن كنت تحب كرة القدم! مورينيو يشبهه، لكن على الصعيد العام، وليس في كرة القدم فقط.. وبالنسبة لي فلتذهب كرة القدم إلى الجحيم! ولو كان مورينيو لاعب شطرنج لأحببته! عموما بعد حالة الحزن، دخلت إلى اليوتيوب وشاهدت فيلم تسجيلي عن مورينيو.. ولم أستطع أن أمنع نفسي من التساؤل طوال الفيلم: كيف يمكن أن تكره رجل كهذا؟! وفي النهاية أحببته أكثر!

على مقال “في بلد بيرلسكوني.. صدق غالياني وضاع بالوتيلي!”، تسائل بعضهم عن معنى كلمة “الفنكوش”؟! الفنكوش مادة تم صنعها في فيلم لعادل إمام بعنوان “وحدة بوحدة”، إذ يعمل عادل إمام في الدعاية والإعلان، ويجد نفسه مضطراً في يوم من الأيام لأن يكذب ويعد فتاة بأنه سيجعلها تكون بطلة إعلان منتج جديد، منتج اخترعه في لحظتها قائلاً: “الفنكوش”! ومن ثم تتسلسل الأحداث ويجد نفسه مضطراً للسير في كذبة الفنكوش الذي بدأ الجميع يتحدثون عنه! ولا أعرف إن كان المصطلح تم ابتداعه في الفيلم، أم أنه موجود من قبل.. إلا أنه يستخدم ككناية عن الشيء الذي يجب أن تحصل عليه وهو غير موجود! فإن وعدك أحد بأمر ما، ولم تر منه شيئاً تقول: “لقد وقعنا في الفخ، وأكلنا الفنكوش”!

في المقال نفسه قلت إن سبب تغير بالوتيلي وغيابه عن كلاشنكورة أنه وقع في الحب! فسأل أحد القراء: “هل كنت تعاني من تجربة حب عندما كنت بصدد الانتقال إلى التلفزيون؟”، نعم إنها مسألة تتعلق بالحب نوعا ما! أو بقلة الحب بشكل أدق! ولكن ليس الحب الذي وقع فيه بالوتيلي في يوم ما، وبالتأكيد ليس الحب الذي يقع فيه بيرلسكوني كل يوم!

هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.

( المصدر : الإمارات سبورت 17-8-2013 )