كونتي واللوبي ومورينيو!
ما أوردته التقارير الصحافية البريطانية عن تلك العلاقة المتوترة التي بات يرتبط بها الأسباني سيسك فابريجاس مع مدرب تشيلسي الايطالي أنطونيو كوينتي، لا يمكن أن تكون ببعيدة عن تلك القناعات التي بلغها المدرب السابق البرتغالي مورينيو، وفي لحظات وجد خلالها اللاعب نفسه غير قادر على تحمل ضغوط منافسة على الالقاب، ليس فقط حالة قصوى في التعود على ارهاق المباريات، ومن غير المعقول أن يجد فابريجاس وبعد عام واحد نفسه غير مرغوب به في قائمة مورينيو، ويكون متفائلاً بالبحث عن واقع مختلف مع المدرب الايطالي، الذي يزيد في حساسية الانضباط والجهود المضاعفة، إلا اذا كان فابريجاس نفسه لم يدرك فعليًا كيف هو الفارق بين المشاركة أساسيًا، وبيّن تلك الوضعية التي كان عليها سابقًا على الدكة ومع احتياط ناديه الأسباني برشلونه!
من تابع الفارق في مستوى وأداء لاعب الوسط الأسباني، بين موسمه الأول مع تشيلسي وبين الثاني له مع النادي الانجليزي، يجد أنها القيمة الواقعية التي يمتلكها فابريجاس، وأن ما كان في موسمه الأول من مستوى متميز، ليس أكثر من حالة من الاستنفار القصوى اعتمد عليها مورينيو لتقديم اللاعب في أفضل صورة له، حتى أفضل من تلك التي كان عليها في أوجّ عطائه مع الارسنال، وفي ذلك تأكيد، أن أي لاعب ومهما بلغ من قدرات في أي موسم يوصف بالاستثنائي له، إلا أن ذلك لا يمكن أن يبعده عن العوده الى مربعه الأول الذي يفضل الركون اليه والاتكاء على حالة من الخمول والكسل، هي نفسها ما يتابعها كونتي على مستوى اللاعب الأسباني الآن!
لم يلجأ فابريجاس وغيره من اللاعبين الى تشكيل اللوبي المؤثر على المدرب مورينيو في غرف تغيير الملابس، الا بعد شعوره أنه استنفد كامل قواه في موسمه الأول، وأن ما تبقى من انتظار للعطاء المضاعف، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون له أي مجال للقياس، وهنالك عدد كبير من اللاعبين ليس فابريجاس فقط، من يلجأون الى تلك التجاوزات في غرف تغيير الملابس على أمل الاطاحة بمدرب الفريق، ومحاولة نشر بعض التفاصيل المغلوطة عن شدته وصرامته، وكيف هي الأساليب التي يقال إنها «عسكرية» ولا تتوافق مع أفكار اللاعبين في العطاء، إلا أنهم يجدون أنفسهم وبعد فترة ليست بالطويلة، خارج قوائم جميع المدربين، في الوقت الذي يكون المدرب البديل على نفس القدر من الرغبة في الاستنفار للقوى، وعدم الاقتناع بأي حالة من التقاعس والخمول!
إن ما قدمه فابريجاس من صور مختلفة ومؤشرات على عدم قدرته في الاستمرار على وتيرة متقدمه من العطاء، لا تعني أنه لوحده من سيكون خارج قائمة كونتي، بعد مؤشرات أخرى تفيد أن هنالك عددًا آخر من اللاعبين يمضون في نفس الاتجاه، أيضًا خططوا سابقًا للاطاحة بالمدرب مورينيو قبل أن يجدوا أنهم من أطاحوا بأنفسهم وباتوا الأكثر تهديدًا بالتجاهل والإبعاد!
(المصدر: الايام 2016-08-30)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews