Date : 29,03,2024, Time : 05:32:28 AM
3329 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 25 ذو القعدة 1437هـ - 29 أغسطس 2016م 03:03 ص

السر الخطير وراء المصارف المركزية

السر الخطير وراء المصارف المركزية
سباستيان مالابي

منذ تعيين بول فولكر رئيسًا لبنك الاحتياطي الفيدرالي عام 1979، ركز الاحتياطي الفيدرالي على هدف واحد بعينه: تقليل التضخم، وضمان استقرار معدلاته. وقانونيًا، كان الاحتياطي الفيدرالي مطالبًا أيضًا بتحقيق التوظيف الكامل، لكنه بدءًا من وصول فولكر حتى الانهيار المالي عام 2008، جرى تجاهل هذا الهدف الثاني.

وداخل الولايات المتحدة، وغالبية الاقتصادات المتقدمة، أقرت المصارف المركزية هدف العمل على تثبيت معدل التضخم عند 2 في المائة، وبدا وكأن مسؤولي هذه المصارف عثروا على الدواء السحري، الأمر الذي عزز مكانتهم بقوة.

ومع ذلك، بدأ هذا الإجماع في التصدع منذ عام 2008. فبداية، ألقى مجموعة من الخبراء الاقتصاديين، باللوم على جهود استهداف التضخم، باعتبارها السبب وراء فقاعة الرهن، حيث رأوا أنه بسبب هوسه بتحقيق استقرار في الأسعار، تجاهل الاحتياطي الفيدرالي المهمة التي كانت تضطلع بها المصارف المركزية الأولى. وقد حمل هذا النقد كثيرًا من الحقيقة، ومع ذلك لم يفلح في إقناع غالبية الخبراء، وأصر مسؤولو المصارف المركزية من جانبهم على أن تحقيق استقرار مالي ليس مهمة السياسات النقدية، وإنما أدوات السيطرة التنظيمية.

وجاء الهجوم التالي ضد الإجماع حول استهداف التضخم ممن أطلق عليهم مستهدفو إجمالي الناتج المحلي الأسمي. وقد رأت هذه المدرسة أن الاحتياطي الفيدرالي ينبغي أن يقر معدلاً متفقًا عليه للنمو الاسمي - مما يعني نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، بجانب التضخم. وعلى سبيل المثال، يمكن تحديد هدف الدخل الاسمي عند 4 في المائة، مما يعكس رؤية لمعدل نمو مستدام للاقتصاد يبلغ 2 في المائة سنويًا.

وفي الواقع، هناك ما يدعو لإقرار هذه الرؤية، ذلك أنه خلال سنوات الازدهار، مثل الفقاعة الإلكترونية عام 1999، أو فقاعة الرهن 2005 - 2006، كان من شأن وجود هدف لإجمالي الناتج المحلي الاسمي دفع الاحتياطي الفيدرالي لزيادة معدلات الفائدة حتى يتراجع التضخم لما هو أدنى من 2 في المائة. وخلال الفترات العصيبة، كان من شأن وجود هدف لإجمالي الناتج المحلي الاسمي تقديم إسهامات إيجابية أيضًا. وإذا ما تراجع النمو إلى مستوى الصفر، مثلاً، فإن الاحتياطي الفيدرالي سيكون ملتزمًا بتحفيز الاقتصاد حتى يرتفع التضخم إلى 4 في المائة.

ومن شأن هذا الالتزام دفع الأسر والشركات لتوقع مزيد من التضخم، الأمر الذي سيشجعهم على الإنفاق بدلاً عن الادخار، مما يعزز محفزات الاحتياطي الفيدرالي. إلا أنه رغم حججها المقنعة، أخفقت مدرسة إجمالي الناتج المحلي الاسمي في إقناع الخبراء الاقتصاديين الذين رأوها بالغة التعقيد.

وعليه، صدر الآن هجوم ثالث ضد الإجماع القائم حول دور المصارف المركزية. وتدور الحجة الجديدة حول أن فكرة تحديد هدف معين للتضخم أمر نبيل بالفعل، لكن نسبة الـ2 في المائة ليست مرتفعة بما يكفي. وقد تزعّم هذه الفكرة في بادئ الأمر قسم الأبحاث لدى صندوق النقد الدولي. ومن جانبه، اقترب جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي لدى سان فرانسيسكو، من إقرار هذه الرؤية، مؤخرًا، عندما تحدث عن إمكانية تحديد أهداف بخصوص إجمالي الناتج المحلي الاسمي. وبذلك يتضح أن «المهرطقين» بدأوا في الظهور داخل الحصن المنيع للمصارف المركزية. ويبقى التساؤل هنا: هل من شأن إحداث تعديل صغير في هدف التضخم التأثير على المواطنين العاديين؟ حقيقة الأمر، تكمن الميزة الواضحة في هذا الأمر في أن المصارف المركزية سيتوافر أمامها مجال أكبر لمكافحة الركود. والمعروف أن الاحتياطي الفيدرالي يقر معدل الإقراض الخاص به عند مستوى يعكس معدل الفائدة الحقيقي «المناسب» بالنسبة للاقتصاد. وعليه، فإنه إذا كان المعدل الحقيقي ينبغي أن يكون 3 في المائة، ومعدل التضخم 2 في المائة، فإن معدل إقراض المصرف المركزي سيكون 5 في المائة. إلا أنه إذا رفع الاحتياطي الفيدرالي هدف التضخم الخاص به، وأقر زيادات سنوية بالأسعار بمعدل 4 في المائة، فإن الظروف الاقتصادية ذاتها ستؤدي إلى معدل إقراض من المصرف المركزي يبلغ 7 في المائة.

بيد أن رفع هدف التضخم سيخلف نتيجة أخرى أقل وضوحًا، لكنها مثيرة للاهتمام، ذلك إن هذا الإجراء سيكشف أمام العالم أن قاعدة الـ2 في المائة المحتفى بها دوليًا ليست مقدسة، بل إنها عشوائية على نحو صادم. ويكمن السر الصغير الخطير الذي يتكتم عليه مسؤولو المصارف المركزية في أنه من الصعب تحديد المكاسب المترتبة على استقرار الأسعار.

(المصدر: واشنطن بوست 2016-08-29)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد