الأسوأ وأهلي طاهر!
أتفه قرار يمكن أن يرتكبه العديد من المجالس الإدارية، هو تجربة المدرب السابق رغم ما رافقه من مؤشرات ودلالات غير ناجحة، حيث يعتقد المجلس الجديد، أنه يملك من المقومات والقدرات القيادية، ما يمكن أن يعين به المدرب، ويضعه في صورة افضل غير تلك السابقة التي كانت مع المجلس السابق، وهي نفس الحالة تماما تظهر مع مجلس النادي الأهلي المصري، الذي غطى عينه عن الكثير من المؤشرات للمدرب حسام البدري، ان كانت تلك التي رافقته مع الأهلي، أو حتى مع ما كان من سلبيات خلال قيادته للمنتخب الأولمبي، وراهن في عكس الاتجاه، أنه القادر على صياغة هويته، والإعلان عن النسخة الجديدة وبقدرات متطورة.!
لم يجهد مجلس المهندس محمود طاهر نفسه في اختيار العديد من المدربين السابقين، من ضمنهم البرتغالي بسيرو، وكذلك الهولندي مارتن يول، والحال نفسه مع حسام البدري، لذلك لا يمكن أن تكون النهاية، أفضل من تلك التي كانت مع تلك الأسماء، فالعملية بالنسبة للمجلس ليست أكثر من قرار، مثلما هي القرارات السابقة المتعلقة بتعاقدات غير ناجحة، أن كانت مع اللاعبين المحليين، وأيضا مع المدربين، وكذلك فيما يخص استبعادات لأعضاء في اجهزة فنية وإدارية وكذلك الاستقطابات، وعندما يعتاد المتابع من الخارج على هذه الصورة المرتبكة، غير المتزنة، من القرارات، فمن التلقائي جدا، أن لا يتوقع الا ذات الصورة التي تأتي واضحة وصريحة، وكأنها الهوية الجديدة، التي يحاول المهندس ومجلسه، تعميمها، والطمس ومن خلالها لهوية سابقة، ليس فقط مجالس ورؤساء يظهر وكأنه غير مقتنع بما قدموه.!
لا يمكن أن يكون المدرب حسام البدري هو رجل المرحلة في النادي الأهلي، ولا حتى الرجل لمراحل سابقة، وليس شرطا أن يكون المدرب «أهلاويا» حتى ينجح مع النادي، ولا حتى أن يعتقد أنه مدرب، ليس أي وظيفة أخرى، ومن الصعب أن يقوم البدري بالتعديل والتغيير من سلوكيات وطباع، يعتقد بنجاحها معه، عندما يرتدي شعار النادي الذي كان يلعب له، وهو نفس الحديث الذي يقال عن تجارب ومشاهد سابقة، أكدت في أكثر من مناسبة، أن النتائج والانجازات، وقبلها التفكير القيادي هو الذي يمكن أن يميز المدرب عن الآخر، ويضعه أمام المزيد من الخيارات، حتى يتعامل مع واقع وصور مختلفة، ليس كمثل صورة واحدة، لا يجد البدري متسعا حتى يغيرها، رغم ما رافقه من سيناريوهات متكررة، ومع نجوم مشهود لهم، أحبط البدري قدراتهم وطموحاتهم، ليس لسبب ثاقب ودقيق، سوى لأنه يعتقد أنه في المسار الصحيح، وجميع المؤشرات تظهر مغلوطة!
هي معضلة المعاضل في العديد من الأندية، الا أنها تظهر أكثر فداحة وتأثيرا عندما يقال أن النادي صاحب الانجازات والتاريخ الذي كان في يوم من الأيام «مدرسة» لجميع الأندية العربية وأجنبية أيضا، يقع في أخطاء «صبيانية» لسبب أن مجلسه والمهندس لا يعتقدون بخبرات سابقة، يمكن أن يستند عليها، لتشفع للنادي العريق، عدم الوقوع في أخطاء وتجارب لا تظهر أي مؤشرات يمكن أن تنجح بها.!
(المصدر: الايام 2016-08-27)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews