رأس المال البشري
في نقاشات عدة كان مفهوم الموارد البشرية محدودا بتعاريف مختزلة تصوره كإدارة معنية بأخذ ما يستطاع من الموظف، في علاقة تحكمها مصلحة الشركة أو المنشأة وتتلاشى فيها مصلحته في المقابل اذا ما حدث بينهما مفاضلة!
مع تطور مفاهيم العمل ودخول مدارس إدارية جديدة نظمت المسار داخليا، إضافة الى توسع السوق والتواصل مع اسواق جديدة تغيرت هذه المفاهيم والتعاريف لتكون اكثر عدلا وشمولا وايجابية لتكتمل، هذا في تغير النظرة الى الموظف كعامل استثماري حقيقي يعتمد عليه في التطوير وخلق الربح، إضافة الى وضع اساسات للقياس والتعامل تحفظ حقوق كلا الطرفين اولها يأتي في تعريف ماهية الحقوق والواجبات.
مما لا شك فيه ان استقراء المستقبل بناء على معطيات حالية هو امر ليس بالهين، ولكنه العلامة الفارقة التي اسست الكثير من الامبراطوريات التجارية التى قرأت الاحتياجات بصورة صحيحة، في المقابل كان الفشل لغيرها ممن فشل في هذه العملية. عملية الاستقراء لا تعتمد على معلومات مبنية على ارقام تسجل على ورق فقط، بل تمتد لأناس ذوي بعد نظر وقدرة على المجازفة والتوسع، ومنها يكون تحويل التحديات الى عوامل مساعدة وما هو مستبعد الى واقع ملموس في خروج عن دائرة الفكر النمطي المحدود وهذا لا يأتي دون جهد واستثمار.
لكي نحول الفرد العادي ضمن محيط العمل الخاص به يستلزم أن يكون تعامل الشركة او المؤسسة معه ممنهجا، ويكون هذا الامر بحصول الادراك والتعرف على نقاط القوة الموجودة في كل فرد على حدة والعمل على دعمها واظهارها ومنها يكون تحقيق مصالح المنشأة وما تصبو اليه. ان دعم فكر وقدرات الموظف سواء بالقبول والمناقشة او بالتدريب والتقدير امر سينعكس ايجابا على المنشأة نفسها، حيث ان عامل الولاء لها سيزداد تباعا ومنها حس المسؤولية والمبادرة وهذا هو الهدف الاسمى للعنصر البشري عموما.
إن هذا الامر والاستثمار فيه صنع لنا مفاهيم جديدة نراها جلية في عملية الاستقطاب لكوادر أسست لها اسما وسمعة في سوق العمل كل في مجاله، وهؤلاء يصعب استقطابهم متى ما كان الولاء عندهم عاليا لمنشآتهم التى استثمرت بهم وكان استثمارهم جزلا.
لكن الدرس الاوضح كيف ان تطوير الفرد واعتباره عنصر نجاح يجعل منه أصلا من أصول المنشأة يزيد من قيمتها بلا شك. إن متغيرات سوق العمل كثيرة، وجهود التطوير لا حدود لها ولكن الاستباق وحسن التقدير هو مفتاح النجاح لتحولات سريعة ومطالبات استجابة اسرع. إن العامل البشري هو العامل المؤسس وهو العامل المطور وهو العامل المحقق للبقاء اذا بنيت علاقته مع منشأته بالشكل المطلوب وهو ما يجب على ذوي المنطق فعله وتقديره.
(المصدر: اليوم 2016-08-24)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews