ليس عيبًا في جوارديولا!

ربما تكون من المرات النادرة عندما يوجه المدرب النقد للمهاجم وهو يتصدر قائمة هدافي فريقه، ويطالبه بعدم الاختفاء عندما تكون الكرة مع الفريق المنافس، لكنها الواقعية التي يتحدث بها بيب جوارديولا مدرب المان سيتي، وهي تبدو على المستوى البعيد، ما بلغ به هذه المرحلة من النجاح، وشاركته كأحد الأركان الأساسية لتحقيق الشمولية في العمل، وعندما تحدث جوارديولا بتلك النبرة من الانتقاد للمهاجم الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، ربما اعتقد البعض أنه يقصد اللاعب الذي يظهر بعيدًا عن مهامه الأساسية في إحراز الأهداف، ليس تلك الحصيلة الـ 6 التي ظهر عليها المهاجم الأرجنتيني هذا الموسم، وفي ذلك رسالة الى من يعنيهم الأمر من المدربين وغيرهم من اصحاب القرار، وبعد الاشارة والتأكيد على أن كرة القدم لم تعد لعبة هجومية أو دفاعية وفق مراكز اللاعبين وفقط، بل واضحت ذات مهام شمولية، لا يمكن أن تتجاهل أو تتجنب أحدها، حتى تشعر فعليا أنك أديت مهامك في الجانب الأساسي بنجاح.!

إن الاختلاف بين جوارديولا والعديد من المدربين، ممن لايزالون في سلم البحث عن النجاح والتميز، تغليبه المصلحة العامة للفريق على كل الاعتبارات، من ضمنها تلك الركيزة الأساسية، أن يشعر من في الملعب، أنهم فريق واحد، يدافعون معا ويهاجمون ما بعد ذلك، ليس مجرد أدوار تقليدية كانت توزع في السابق، وعندما يعيش جميع اللاعبين تلك الأدوار التكاملية بتميز ونجاح، فإن الروابط مع الفريق تأخذ منحنى آخر من المشاركة الايجابية الفاعلة، ليس في اتجاه آخر، لحظة ما يكون العديد من اللاعبين معتقدين أن البعض منهم غير فاعلين مثلما ينبغي، أو كما يتوجب أن يكون للتأكيد على حالة من العدالة تكون حاضرة في توزيع المهام وخلال كافة التفاصيل.!

إن إدراك جوارديولا بخطورة الموقف الذي يمكن أن ينسحب على قناعات أجويرو عندما يظل في انتظار الكرة من اللاعبين لحظة فقدانها، هو الاحساس الذي يحتاج اليه أي مدرب يتعامل فعليا مع مقومات حقيقية للنجاح، ليس مجرد نتيجة يمكن أن تظهر اليوم وتختفي في قادم المباريات، وربما يكون أجويرو كعادته لا يتوانى في تسجيل الأهداف حتى عندما كان برفقة المدرب السابق بليغريني، الا أن المحصلة النهائية للنادي الذي يتوجب دائما أن يكون برفقة الصدارة، لم تنته كما يفترض أن يكون، مما يعني أن هنالك من نقاط الضعف التي يستغلها البعض من اللاعبين، ضرورة أن يتم الوقوف عليها، والادراك، على أنها حتى أخطر من مشاركة الفريق ناقصًا للاعب مع بداية المباراة.!

(المصدر: الايام 2016-08-24)