«ألمانياتهم» وجوارديولا!
سيجد بيب جوارديولا نفسه مضطرًا للتدخل في أبسط الأمور التي يعتقد بأهميتها لإيصال لاعبي المان سيتي، الى المستوى المطلوب، ليس كمثل القناعات التي سار عليها مع المؤسسة الألمانية العريقة البايرن ميونخ، على اعتبار أن الثقافة هناك هي غيرها الثقافة هنا في الدوري الإنجليزي، وكذلك مع اللاعبين اللذين يعتقدون بانسجامهم وتناغمهم مع بيئة ومجتمع، ليس كمثله التناغم الذي يمكن أن يكون في أي من الأجواء الألمانية، وإذا ما اقتنع المدرب الأسباني مبكرًا بضرورة حظر المشروبات السكرية، والأطعمة الغنية بالدهون، لإيصال بعض اللاعبين الى المستوى المطلوب، فهي ليس أكثر من المؤشر البسيط، على أن ما استجد من قناعات في المؤسسة الانجليزية سيكون مختلفًا عن الأجواء في ثلاث سابقة من السنوات، وأن الواقع والتحديات ستكون مختلفة حتى ما قبل أن يفكر جوارديولا ويركز في عمله كمدرب، ليس أخصائي تغذية وسعرات حرارية!
غالبية المدربين ليس جوارديولا وحده من يعتقدون بأشياء أخرى ليس لها في الواقع أي مؤشرات أو دلالات، وهو كذلك عندما قرر قبول التجربة الانجليزية، اعتقد أيضًا أن الأمور يمكن أن تسير على نفس الشاكلة الألمانية، وأن اللاعبين هم نفس اللاعبين، بيد أن الصورة المبدئية جاءت مختلفة تمامًا، لا جدال أنها ستنعكس على كل التفاصيل الأخرى ولها أن تحدد الكثير من اللحظات، ليس فقط النتائج وما يمكن أن يقطع من أمتار!
بأي حال من الأحوال لا يمكن أن يتعرف جواردولا، ولا غيره من المدربين على ردود فعل عكسية، مباشرة أو غير مباشره مع اللاعبين نظير قراره الأخير، وليس من السهل فرض قناعاتك وأفكارك على الجميع بذات المستوى، وفي نفس مسار الاتجاهات، مما يعني ان هنالك من ردود الفعل ما يمكن أن يؤثر على الثبات والاستقرار، وحتى ما يمكن أن يظهر من تبعات، وهنالك عدد كبير من اللاعبين ممن اعتادوا على تنفيذ قناعاتهم دون قيود، يمكن أن يبتعدوا عن مستوياتهم الحقيقية، ويعتقدون أيضًا بقدرتهم على رفض التوجيه نفسه والاستمرار، وهي حالة من حالات كثيرة تابعناها، ليس مع لاعبي السيتي، أو تشيلسي، أو حتى المان يونايتد، بل وأيضًا في مؤسسات أخرى، غير تلك الصورة والثقافة التي تمتاز بها مؤسسات الألمان، وتأثرت تلقائيًا بسبب قناعات مدرب، أو صرامة في اتجاه، أو أفكار يراد لها الاستمرار!
هي حقيقة جديدة، تنتظر المدرب الأسباني في قادم الأمتار، لا شك أنه سيعيد مع تفكيره العديد من القناعات السابقة وأيضًا الاتجاهات، وسيظل على مدار عقده الجديد، مقارناً ومدققاً وبتمعن كبير، كم هو حجم الفارق الكبير بين مؤسسات المانية اعتادت على الثقافة الإدارة العالية والانضباط، وكيف يمكن أن تحتاج مؤسسات أخرى على مستوى عقود وسنوات يقال إنها عريقة بنتائج وإنجازات، إذا ما ارادت بلوغ نفس المرحلة الألمانية المتقدمة وذات الثقافات!
(المصدر: الايام 2016-07-29)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews