التخطيط للمستقبل والعيش بالبركة!
جرت العادة في المقابلات الوظيفية لأي مرشح أن تطرح عليه مجموعة من الاسئلة التي من الممكن أن تصنف بالعامة لمعرفة المزيد عن توجهه ودرايته وأيضا لتساعد في تكوين صورة مبدئية عنه وما يحمل من فكر. إذا تغاضينا عن كون اغلب الاسئلة المطروحة هي للاسف مقتبسة من مقابلات وظيفية اخرى او هي نتاج اجتهادات شخصية بحتة وفي الاغلب تميل إلى ان تكون محاولات استفسار غير موفقة اخذا بالاعتبار شخصية السائل وليس السؤال بحد ذاته، فإن بعض الاسئلة ذات عمق لا يستهان به ومن ضمنها سؤال اين ترى نفسك في السنوات القادمة أيا كانت الفترة المحددة؟
تأتي الإجابة عن السؤال السابق في قالب اجتهادات تراعي ميول السائل غالبا او في صيغ لا تتعدى محاولات ابهاره فيما يعتقد انه الإجابة الكاملة. الواقع ان المتقدم الذي يسأل هذا السؤال لو فكر فيه وفي إجابته بصدق لاختلف عليه الكثير من الامور. إن موضوع التخطيط المهني ومحاولة رسم خارطة مستقبلية للتطور هو امر مغيب ومهمل لدى الكثير للاسف، فما زال الميل لأخذ ما هو متاح والرضا به دون تفكير مسارا يتبعه الكثير دون علم بما سيؤثر عليهم في سيرهم العملية بعد سنين وهو الامر الذي سيكون في الغلب ذا تأثير سلبي على فرصهم في سوق العمل في وقت كانوا يحسبون فيه العكس.
من أبجديات التخطيط الوظيفي، تحديد الاهداف لكل مرحلة زمنية ما وجعلها قابلة للتعديل دون الانحراف الكامل عنها سوى فيما يثبت فائدته ويكون محكوما بحسب الظروف والاحتياج. ومن هنا يأتي تحديد المناسب في خلق للفرص في عمومها وتكون الفائدة الحقيقة في اختبار اللازم من القدرات والمهارات في كل مرحلة. من خطوات التخطيط الاخرى الواجبة هي الدراية، بمعنى معرفة كل ما يلزم معرفته عن مسار عمل ما او مهنة سواء بما يمكن ان يحقق بتطوير على رأس العمل او دراسة إضافة للمنفعة المادية والميزات.
عندما يؤخذ بالحسبان ان الامر ليس بالهين وان بعض القراءات قد تكون خاطئة في جزئيات معينة، هنا تأتي فائدة المجازفة والتخلي عن الروابط في تقييم المصلحة مع اي منشأة إذا كانت القراءة تدل بتوجه سلبي. ففي النهاية الامر علاقة مهنية بحتة لا تخضع للمجاملات وإن كان هذا الامر يحصل كاستثناءات فردية أو لظرف معين بما يضمن ان يكون معيار التوازن والعدل فيما يقدم او يأخذ.
إضافة لذلك، يأتي دور الجهات التعليمية والاستشارية بأن تفعل هذا الجانب وتلقي الضوء عليه. حيث ان الفائدة ستكون للجميع ممن هم اطراف العلاقة سواء المنشأة او الموظف او المجتمع بعمومه. وسيكون التحديد والتوجيه للمسارات فيه نفع فعلي في تقليل الهدر والتسرب للعنصر البشري. لا شك ان المؤمن مسير في ما هو له، لكن الاكيد انه مخير فيما بان له من امور. طلب البركة والعيش بها لا يعني التواكل وتعطيل العقل. والاولى أن يكون طلب البركة فيما اختار وتوجه، فاقتران العمل بالإيمان والاجتهاد هو غاية السمو وهو الهدف. وفق الله الجميع.
(المصدر: اليوم 2016-07-27)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews