الانسحاب .. أكرم للروس
كنت أنوي إنهاء الحديث مؤقتاً عن موقف مشاركة روسيا في دورة ريو دي جانيرو الأولمبية التي ستبدأ بعد عشرة أيام، لأنني كتبت خمس مقالات تناولت أزمة المنشطات الروسية وتعامل المجتمع الدولي معها، بل وتوقعت قرار اللجنة الأولمبية الدولية المنعقدة أمس الأول بعدم فرض حظر شامل على الروس، والتزام اللجنة بقرارات الاتحادات الدولية في هذا الشأن، ولكن القرار بكل أسف حمل الكثير من التناقضات وعدم الحسم.
أول التناقضات أن الاتحادات الدولية الـ 27 التي وصلتها نتائج فحص نظيفة لأفراد البعثة الروسية، ستبقى مترددة وغير حاسمة حتى افتتاح الدورة في منح حق المشاركة للروس، وثانيها أن الرياضيين الروس الذين سبق إدانتهم وقضوا عقوبات وعادوا للمشاركة لن يُسمح بعودتهم في ريو، وثالثهم أن اللجنة الأولمبية عاقبت نجمة ألعاب القوى الروسية الشجاعة يوليا ستيبانوفا التي كشفت عن فضيحة المنشطات، وتراجعت عن قرار مشاركتها كرياضية مستقلة، ما سيمنع أي رياضيين في المستقبل من فضح الممارسات المماثلة في بلادهم، الأمر موجود في أكثر من بلد وليس في روسيا فقط.
أخيراً، على الرغم من ترحيب اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) بالقرار، وإشادته بتغليب العدالة الفردية على المسؤولية الجماعية، فإن فوضى ما بعد القرار واستمرار الاعتراضات سيجعلا أجواء المشاركة للروس مسمومة وغير عادلة، لأن مشاركتهم غير مؤكدة حتى الآن، فالأفضل والأكرم لهم الانسحاب.
(الرؤية 2016-07-26)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews