استفزازكم نجوميتهم
بين إعلام يتميز بحيادة وآخر بتعصبه، تأتي الفوارق لتقودنا إلى حقيقة أن المتعصب والمستفز بطرحه وعبارته وتحليله بات هو الأكثر رواجا من ذاك الذي امتهن الإعلام بكل تعريفاته الصحيحة إلا أنه لايجد القبول كثيرا بسبب أن من يتحكم في سوق الرياضة وسوق الإعلام فيها مجرد (ثلة) من هواة التعصب المقيت.
ـ حقيقة لها أكثر من وجه، وما يطرح اليوم كالذي طرح بالأمس بل هو كفيل بأن يؤكد الحقيقة ويصادق عليها ويثبت واقع المعاناة التي يعيشها إعلامنا الرياضي بفضل المنفلتين الذين رسخوا كل حرف وعبارة وسطر إما للاستفزاز وإما للشتيمة.
ـ رأيت المشهد وتمعنت في تفاصيله وقلت في نفسي هل نضحي بالحياد والموضوعية ونمتهن مثلهم التعصب والاستفزاز كي نتألق بقلة الأدب وتتلألأ أقلامنا بسوء الأخلاق؟
ـ سؤال طرحناه على أنفسنا لكننا في المقابل من السؤال متفقون على أن هذه المهنة تحتاج لمن يصمد بمبادئها لا بمباديء التعصب والهمجية، كون المرحلة تتطلب تحديدا من الذين يمتلكون الخبرة والمعرفة السليمة بها الإسراع في تصحيح الطريق المائل الذي بات يسلكه كل متهور يرغب في أن يصبح على كل لسان، لمجرد أنه لا يميز بين ما يجب أن يقال وبين ما يجب أن يبقى خطا أحمر لا يجب المساس به.
ـ نعم هي حالة عامة نراها في الهلال والنصر والاتحاد، لكنها أي هذه الحالة نراها بوضوح أكثر حين يتعلق الأمر بالأهلي ومدرجه، فتلك الفئة تعشق دوما (استفزاز) الأهلي وجمهوره ليس من باب المهنية بل من باب البحث عن الرواج الأكبر من المتابعين.
ـ قد يسأل البعض أليس بمقدور الأهلي أن يكبح بصمته هؤلاء وتصرفاتهم؟
ـ وللسؤال أقول الأهلي يفعل ذلك إلا أن جمهوره لم ولن يفعل ذلك بل بات هو (اللقمة السائغة) التي ساعدت على انتفاخ تلك الحسابات التويترية، فكل من يسيء للأهلي وكل من لديه الرغبة في زيادة عدد المتابعين له في هذه الوسيلة المهمة ما عليه إلا أن يعزف على وتر المدرج الأهلاوي ليجد البقية وقد اشتاطت غضبا وردت الإساءة لأصحابها بقرار(الإضافات لهم في تويتر)، ولهذا أصبحت العملية سهلة وبسيطة وميسرة (أشتم الأهلي لتشتهر) بقرار جماهيره.
ـ أسلافنا كانوا يقولون ويرددون (الحقران يقطع المصران)، هكذا كان يقول الأسلاف، أما في فهم أغلبية الأهلاويين فلا مكان للمثل الدارج، فهم يسمعون به لكنهم يطبقون نقيضه، يرفضون الإساءات ويحتفون بأصحابها، ومن يرغب في معرفة هذه الحقيقة الدامغة ما عليه إلا متابعة أبطال الشتيمة، وكيف أصبحوا من خلال جماهيرية الأهلي نجوما بارزين من حيث العدد لا من حيث جمالية الحرف ورقي العبارة في تويتر.. وسلامتكم.
(المصدر: الرياضية 2016-07-24)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews