نقاط القوة والضعف لدى أتليتكو مدريد في النهائي الأوروبي

جي بي سي نيوز:- لم يتبقى سوى ساعات على انطلاق مباراة نهائي كأس بطولة دوري أبطال أوروبا، بين عملاقيّ إسبانيا والعاصمة مدريد، فريقا ريال مدريد وأتليتكو مدريد من المقرر اقامتها في ايطاليا على ملعب مدينة ميلانو.

 ومن المؤكد أن كلا الفريقان سيسعى بكل قوته لاقتناص هذه الفرصة التي لا تسنح له بالتأكيد كل عام، ونقدم لكم تحليلاً لنقاط القوى والضعف لدى فريق أتليتكو مدريد، وفرص وحظوظ فوزه باللقب الأوروبي لأول مرة في تاريخه

أمور ترجح كفة أتليتكو مدريد للفوز باللقب:

- الدفاع القوي. لدى فريق أتليتكو مدريد أقوى خط دفاع بالليغا، أفضل حتى من البطل برشلونة (29)، والوصيف ريال مدريد (34)، حيث استقبلت شباكه 18 هدفاً فقط طوال 38 مباراة هذا الموسم بالليغا، بل أنه ثاني أقوى دفاع بين فرق الدوريات الأوروبية الكبرى بأكملها،وهو ما يؤكد على الصلابة الدفاعية التي تعتبر فلسفة أساسية لدى مدرب الفريق سيميوني، وهي نقطة تفوق مميزة يبني ويعول عليها الفريق كثيراً في مباراة النهائي.

- الرغبة في الثأر. مازال أنين الألم يتذكره الروخي بلانكوس من النهائي الأوروبي الأخير الذي خسره قبل عامين أمام ريال مدريد، ويتردد صداه في نفوس عناصر الفريق، خاصة بعدما أتيحت الفرصة له للثأر والانتقام في نفس الظروف والأجواء.

فالأتليتي يشعر أن جاره اللدود في مدريد قد سرق اللقب منه بهدف راموس الشهير في الدقيقة الأخيرة، لذا سيكون كل همه أن يذيق منافسه من نفس الكأس المريرة التي سبق أن تجرع منها.

-جرينتا سيميوني. لعل من أقوى وأهم الأمور التي تشكل دافعية للفريق المدريدي للتقدم دوماً وتحقيق انتصارات حتى على أقوى الفرق في العالم، فكم من المباريات دخلها أتليتكو مدريد ومؤشرات الفوز تتجه بقوة نحو منافسه، لكنه بسلاح الروح المعنوية العالية والجرينتا الحماسية التي يبثها اللوتشو في نفوس لاعبيه، تجعلهم ينهون المباراة بفوز من نصيبهم.

ومن المؤكد أن جرعة الجرينتا في مباراة النهائي ستكون مضاعفة وفي أقصى حدودها، جرينتا ستجعل كل عناصر الفريق يقاتلون على كل كرة بشراسة حتى الثانية الأخيرة من المباراة. 

- الفارس غريزمان. بلاشك أن المهاجم والجناح الفرنسي غريزمان هو أهم أسلحة الفريق الفنية، وهو أحد أبرز المهاجمين في العالم حالياً بما يمتلكه من مهارة وسرعات وقدرات تهديفية عالية.

ومن المؤكد أن اللوس كولتشو نيروس يعتمد بشدة على غريزمان من أجل فك شفرة دفاعات المنافسين، عبر الهجمات المرتدة التي ينفذها بسلاسة وبراعة بالغين.

- الثقة في أوجها : يعيش فريق أتليتكو حالة من الثقة بالنفس تجعله لا يخشى من مواجهة أي فريق مهما كان اسمه عظيماً في عالم كرة القدم، بل وتحفزه على الانتصار عليه.

فالفريق الذي تمكن من اقصاء كلاً من برشلونة وبايرن ميونيخ، من المؤكد لن يهاب مواجهة ريال مدريد، فقد أكتسب ثقة وشخصية قوية تؤهلانه للتفكير في قدرته على الفوز واقتناص اللقب.

- نتائج مواجهات الموسم. جاءت مباراتيّ الفريقان في الليغا هذا الموسم لتؤكد على عدم قدرة ريال مدريد على الفوز على جاره اللدود الأتليتي، حيث انتهت مباراة فيسنتي كالديرون بالتعادل (1-1)، بينما تمكن الأتليتي من اسقاط الميرينغي في عقر داره بيرنابيو.

وهو أمر يعكس مدى تفوق الأبيض والأحمر على منافسه، ومعرفته كيف يقهره، حتى أن اللوس بلانكوس في آخر 9 مباريات له أمام الروخي بلانكوس محلياً لم يستطع أن يفوز عليه.

أمور تضعف فرص فوز أتليتكو مدريد باللقب :

- فخ المباراة الواحدة. بالرغم من الإشادة التي تحدثنا عنها بالفريق بشأنه اطاحته بالبرسا و الفريق البافاري، لكنها كانت بسبب اجادته لأسلوب وخطة المباراة الثنائية ذهابا واياباً، بالاستفادة من جمهوره وملعبه، ومن نظام الهدف خارج الأرض.

بينما في المباريات الواحدة المواجهة ، يفقد كل هذه الميزات التي جعلته يتأهل الى المباراة النهائية، كما أنه لا يجيد طريقة اللعب الهجومية الا بأسلوب الهجمات المرتدة فقط، وهي نقيصة في فريق يفترض أن يكون بطلاً.

- التاريخ لا يدعمه للتتويج : بعدما تأهل الفريق المدريدي الى المباراة النهائية من البطولة الأوروبية صاحبة الكأس ذات الأذنين مرتين، في عاميّ 1974 و 2014 ولم ينجح في الفوز باللقب، يبدو أن هناك حاجزاً خفياً يمنع الفريق من التتويج، وكأنها "لعنة" تلاحقه وتمنع فوزه باللقب، وكما يُقال التاريخ دوماً ما يعيد نفسه، فهل يستمر عناد اللقب في الوقوع في يد الروخي بلانكوس للمرة الثالثة؟

- زيدان "تميمة" حظ الميرينغي.. لعل من أهم الأمور التي تعيد لأذهان سيميوني ولاعبيه سيناريو نهائي نسخة 2014، هو تواجد الفرنسي زين الدين زيدان على دكة بدلاء الفريق الملكي، تواجد قد لا يكون وقتها بعباءة الرجل الأول مثلما هو عليه الآن.

لكن ستظل مواجهة زيدان من الأمور الصعبة على الاتليتي، بسبب خبراته الأوروبية، وقدرته على قيادة فريقه الى منصات التتويج سواء لاعباً مع يوفنتوس أو ريال مدريد أو حتى مع منتخب الديوك الفرنسية، بجانب أنه مدرب يجيد في المباريات الكبرى، ولعلنا كلنا نتذكر قيادته الفنية الرائعة لفريقه في الكلاسيكو في كامب نو.

- السقوط في المواجهات الأوروبية.. لعل من الأمور الغريبة واللافتة للذكر في مسيرة الاتليتي بالبطولة، خاصة في الماضي القريب، أنه خسر آخر مواجهتين خاضهما أمام ريال مدريد بالتشامبيونز.

حيث خسر في مواجهة النسخة الفائتة في دور ربع النهائي، عندما أقصاه الميرينغي بعد تعادل وفوز، وقبلها الفوز الشهير في نهائي 2014، مواجهتان متتاليتان في نفس البطولة والفوز فيهما يكون دوماً حليف اللوس بلانكوس، هو أمر يضعف بشدة أي ترشيحات للفريق لتحقيق انتصار واقتناص تتويج باللقب الأغلى.