مجرد ردة فعل
عندما تغلب الهلال على الأهلي في نهائي كأس ولي العهد محققاً اللقب.. بل وحتى عندما كان ينافس على بطولة الدوري (رغم أن الهلال لم يكن مقنعاً وليس في مستواه الفني الحقيقي) قال الهلاليون (إعلاميون وجماهير) أن سلمان الفرج وسالم الدوسري ونواف العابد وكل لاعبي الهلال (المحليين) نجوم لا يضاهيهم نجوم وأن كل الفرق السعودية تتمناهم في صفوفها..
ـ وكان الرباعي الأجنبي في صفوف الهلال (في نظر الهلاليين) هم الأفضل في الملاعب السعودية وأن التعاقد معهم كان ضربة معلم..
ـ وكان اليوناني جورجيس دونيس المدرب الداهية الذي انتشل الهلال وحقق معه 3 بطولات متتالية..
ـ وبمجرد خسارة الهلال للدوري ثم خروجه من مسابقة كاس خادم الحرمين الشريفين ثم البطولة الآسيوية انقلبت الحال (فجأة) فبات نجوم الأمس (أشباه لاعبين)، ومن تتنماهم الفرق الأخرى أصبحوا لا يستحقون أن يرتدوا شعار الهلال ويجب تسريحهم فوراً..
ـ بل إن هناك من وصف لاعبي الهلال (وهو نجم هلالي كبير) بأنهم أطفال يعبثون بشعار الهلال..
ـ حتى المدرب الداهية تم الاستغناء عنه بعد ذهاب دور الستة عشر من البطولة الآسيوية..
ـ لو خسر النصر نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين فإن الهلال سيلاقي الأهلي في مباراة كأس السوبر بعد أقل من 3 أشهر وحينها لو فاز الهلال فصدقوني أن لاعبيه (الفرج والعابد وسالم وبقية زملائهم) سيعودون (في نظر إعلام وجماهير الهلال) النجوم الأفضل في الكرة السعودية..
ـ هكذا هي حال الهلاليين (إعلاميين وجماهير) مع فريقهم في حالتي الفوز والهزيمة، وهي حال ليست مقتصرة على الهلاليين بل هي حال كل المنتمين للأندية السعودية..
ـ نحن للأسف نعيش ردة الفعل فقط عند الفوز نتفاعل بإيجابية ونبالغ بالفرح والمديح بل والتمجيد ونتجاهل السلبيات..
ـ وعند الخسارة ننسى كل شيء قلناه عند الفوز ونبدأ بجلد الذات ومهاجمة كل من امتدحناه بالأمس..
ـ وطالما أن هذه هي حال تعاطينا مع الفوز والخسارة.. وطالما أننا نمثل مجرد ردة فعل فلا يمكن أن تنصلح حال أنديتنا بل كرة القدم السعودية..
ـ كرة القدم منظومة عمل (إدارة وأعضاء شرف وأجهزة فنية وإدارية وطبية ولاعبين) ويقف خلفهم جمهور (وإعلام) بطبيعته عاطفي..
ـ لا يمكن أن يكون جزءاً من منظومة العمل (وحده) خلف كل الانتصارات ولا يتحمل (وحده) مسؤولية الإخفاقات بل هناك شراكة في الإيجابيات والسلبيات..
ـ الهلال عانى هذا الموسم من سلبيات إدارية وأخرى فنية وانخفاض حاد في مستوى بعض لاعبيه (المحليين) بينما محترفوه الأجانب لم يكونوا مؤثرين بالشكل المنتظر إلى جانب تكرار غيابهم بسبب الإصابات..
ـ هذه هي حقيقة فريق الهلال هذا الموسم ويجب على الهلاليين التعامل مع واقعهم بعقلانية بعيداً عن تعليق (المشانق) للاعبيهم الذين كانوا بالأمس القريب وسيكونون غداً نجوماً لا يضاهيهم أحد..
ـ من (تشنقونهم) اليوم (وللأسف أن البعض جردهم حتى من رجولتهم) ستحتاجونهم في الغد وسيعودون للتألق..
ـ وتأكيداً على أننا في الرياضة السعودية نعيش (فقط ردة الفعل) شاهدوا كيف تعامل جزء كبير من إعلامنا مع خروج الهلال الآسيوي وقبله 3 أندية سعودية أخرى..
ـ عندما أجريت قرعة مسابقة دوري أبطال آسيا (بالغ) كثيرون في ترشيح أنديتنا للوصول لأدوار متقدمة بل وربما تحقيق اللقب وقالوا إنه لا يوجد منافس للأندية السعودية على مستوى القارة..
ـ وبمجرد توالي خروج أنديتنا قالت (نفس الأصوات) إن ما يحدث هو أمر طبيعي فنحن لسنا الأفضل في آسيا..
ـ بل وراح البعض يطالب بتدخل القيادة لإنقاذ الكرة السعودية..
ـ قلت في أكثر من مناسبة في هذه المساحة أننا لا نحترم المنافسين ولا نقيم واقعنا الفني.. باختصار هذا هو الواقع وهو السبب الرئيس لما يحدث لنا في البطولة الآسيوية.
(المصدر: الرياضية 2016-05-27)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews