عودة بطل لتاج الدوري

عندما ضمن الأهلي الفوز ببطولة الدوري قبل اختتامها بجولتين احتفل المجانين بجنون، وكان الراقي وعشاقه بحاجة بالفعل لمثل تلك الاحتفالات، خاصة وأن عودة عريسهم لتاج الدوري جاءت بعد حرمان زاد على ثلاثة عقود كان خلالها يقاتل من أجل الوصول لهذه البطولة الغالية عليه وعلى جماهيره. وأعتقد أن الفريق الأهلاوي قدم المهر لتحقيق بطولة الدوري من خلال الأرقام التي حققها خلال جولات الدوري، والتي اشبعت طرحا خلال البرامج الرياضية ولا مجال لإعادتها. لقد كان للقلعة عدة محاولات للوصول لبطولة الدوري في مواسم السابقة وبأجيال مختلفة من اللاعبين والنجوم، وأخيرا وصل الفريق لمبتغاه بهذا الجيل المتميز. لا شك أن الدعم القوي والمتواصل والمتابعة المستمرة من رمز الأهلي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز كان من أهم المحاور التي ساهمت في عودة القلعة لبطولة الدوري. ويكفي الأهلاويين فخرا وجود هذا العملاق والرمز بين أروقة ناديهم، خاصة وأن سموه يعتبر باني نهضة الأهلي الحديثة. نعود للجيل الجديد والمتميز الذي أعاد الأهلي لمنصة الدوري، ونؤكد أن تميز هذا الجيل جاء لعدة محاور أساسية. فالمحور الإداري ساهم بالفعل في عملية الاستقرار واحتواء المشاكل، فلم نسمع أو نشاهد عن أي مشكلة حدثت بين الجهاز الفني واللاعبين. ولم نشاهد أو نر أي حالة تمرد من أي لاعب في الفريق، وإن حدثت مثل تلك المشاكل فقد تم احتواؤها وحلها داخل أروقة النادي. وكان للمحور الطبي دور كبير في تحقيق البطولة ولم نشاهد أو نر الإصابات تجتاح صفوف الفريق، ولم نشاهد أو نر غيابات أي من نجوم الفريق الأساسيين بسبب الإصابات، وهذا يحسب للجهاز الطبي. والأهم من ذلك المحور الأساسي وهم اللاعبون الذين غلب على أدائهم القتالية والروح العالية والتطور المستمر والمتصاعد في المستوى. وقد استثمر الجهاز الفني بقيادة السويسري كرستيان جروس وهو أحد المحاور المهمة هذه العوامل برسم الاستراتيجية الفنية التي أوصلت الفريق لمنصة التتويج. صحيح أن ثمة أخطاء وقع فيها جروس كادت أن تحيد بمسار الفريق عن البطولة، لكن فطنة الأهلاويين وعقلية المدرب أعادت الفريق للمسار الصحيح، فالإدارة لم تسكت على أخطاء جروس بل ناقشته فيها، وبينت له الأخطاء، وبدوره المدرب لم يمارس أي نوع من أنواع العناد والدكتاتورية، بل كان واقعيا استمع للأخطاء واقتنع بها وعدلها بسرعة، وهذا يحسب للمدرب. ويبقى المحور الجماهيري له الدور الرائد في انتصارات الفريق المتواصلة من خلال الحضور الفاعل ليس في الجوهرة فقط، بل في كل مدينة أو محافظة يلعب فيها فريقهم. لذلك يحق للأهلي أن يفرح ببطولته ويحق لمجانين الأهلي أن يحتفلوا ببطولتهم الغائبة، ويحق لإدارة النادي الأهلي أن تفخر بهذا الجيل الجديد الذي أعاد القلعة لتاج الدوري بعد غياب طويل.

قبل الوداع..

يدخل فريق الهلال بعد غد الثلاثاء المهمة الأصعب له في هذا الموسم، فقد بات الزعيم الممثل الوحيد للكرة السعودية وحامل لوائها في دوري ابطال آسيا، وعلى عاتقه مسؤولية كبيرة جدا في المحافظة على مقاعد الأندية السعودية في المسابقة. وقد عودنا الهلال بأن يتجاوز كل الصعاب والعراقيل التي توضع أمامه ويصل لأبعد نقطة، وما يشغل الجماهير الهلالية هو التأهل للدور ربع النهائي ليتم الاستعداد للمرحلة القادمة بشكل جيد، على أمل أن تحدث تجديدات فنية وتدعيم بعض مراكز الفريق بعد أن تتحقق الوعود الشرفية.

خاطرة الوداع..

في زاوية الأسبوع الماضي نسيت أن أذكر فريق الفتح مع فرق المنطقة الشرقية المتميزة، لذلك أقدم اعتذاري للفتحاويين وجماهيرهم، وإن لم يكن النموذجي متميزا فمن يكون المتميز؟!

(المصدر: اليوم 2016-05-15)