بلجريني الذي يحترم!
حتى وإن تحدث البعض عن مشاركة للمدرب مانويل بلجريني في النتائج السلبية الأخيرة التي عاش عليها المان سيتي في الدوري الانجليزي وتأثير غير دقيق لشخصية صارمة لم تقنع عددًا من اللاعبين في الأمتار الأخيرة، الا أنه وبرفضه دعوة النادي الانجليزي للبقاء مع النادي في الجانب الإداري والاستمرار مع النادي ان كان في انجلترا أو في اي من الأندية التي يملكها النادي في اليابان أو استراليا أو الصين، يظل من القرارات المفصلية الحاسمة التي يحترم فيها، ويتحدث من واقعها عن قيمة ومكانة للشخصية القيادية، وايضا ما يكون قد حدده أمامه واحترمه من طموحات وأهداف!
هنالك من المدربين من يرفعون الراية البيضاء، بعد حالة من الفشل تتكرر في عدد من المسابقات المحلية، خاصة عندما يواجهون باغراءات تذهب في عكس اتجاه قناعاتهم السابقة، وضمان الحصول على عائد مالي مجز بعيدا عن الصراعات والضغوط في المهام والمسؤوليات التدريبية، الا أنهم وبذلك القرار يكونون قد كتبوا نهايتهم في ميادين الكرة «مدربًا»، ذلك أن الخيار الجديد عندما يكون، من الضروري أن تنسحب عليه العديد من القناعات، ليس على مستوى المدرب وفقط، بل وأيضًا فيما يخص الأسماء التي تتابعه من بعيد، ومن الصعب جدًا أن تستعيد ثقة الاخرين في قدراتك، في لحظة لا تكون شخصيًا داعما لتلك القدرات، ولا حتى مؤهلا لها، ويكون التدريب بالنسبة لك، ليس أكثر من محطة ضمن محطات واتجاهات، ليس انسجاما وتناغما واحترافا للمكانة والقيمة والمهنة.!
لا غريب أن يخطئ المدرب، ويرتكب العديد من القرارات غير الدقيقة والسلبيات، فهو ومهما بلغ من قيمة ومكانة يظل متعلمًا من كل ما هو جديد، ومن أخطائه ايضا، وبلجريني الذي يملك مقومات وشخصية المدرب الناجح، لا شك أنه ارتكب العديد من الأخطاء، ويتوجب أن يكون قد استفاد وتعلم منها، خاصة عندما نتحدث عن ميادين، يتعلم منها الجميع، مدربون واداريون ولاعبون، وهو في المان سيتي قدم الكثير، وعبر عن المزيد، وربما تكون حادثة رفضه للانتقال للعمل الإداري، بمثابة المرحلة الهامة والقرار المفصلي الذي يتوقع أن يصل تأثيره الى نجاحات وأهداف قادمة، وبعد الايمان أن لكل مدرب مجموعة من المراحل المفصلية في مشواره، يمكن أن تحدث الجديد الايجابي، ويمكن أن تكون في عكس الاتجاه، تحتاج دون شك للدقة في القرار والايمان والثقة بالقدرات والامكانات والجاهزية لتقديم الجديد، مثلما هي الحالة التي تتابع عن طموحات المدرب التشيلي الذي يجد في نفسه، ليس الرغبة وفقط، بل وايضا الاحساس من الداخل، أن ما رافقه مع السيتي في الموسمين الاخيرين، ليس أكثر من فرصة للتغيير والاقتناع بالقرار الجديد!
(المصدر: الايام 2016-05-03)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews