قراءة هادئة في الجولة الأولى لكأس الأردن

يمكن القول أنّ الإثارة كانت العنوان الأبرز في المباريات الست التي شهدت حتى الساعات الأولى ليوم أمس انطلاقة النسخة ال34 لبطولة كأس الأردن لكرة القدم.

كنت شاهد عيان في قلب الحدث متابعاً مواجهة الفيصلي مع مستضيفه الرمثا ومواجهة الوحدات مع الشيخ حسين في عمان ومتابعا عبر الشاشة للمباريات الأخرى.

الانطباع الأولي الذي ترسّخ لديّ بعد هذه الجولة الأولى أنّ الموسم الكروي الجديد سيكون ملتهبا وحماسيا ومثيرا، فيه الكثير من المفاجآت وهذا مؤشر جيد لانطلاقة جديدة لبطولاتنا المحلية التي أراها أساس أيّ مشروع قادم لبناء منتخبات وطنية قوية.

لن أتحدث عن الملاحظات الإدارية والمظهر العام لملاعب وأجواء المباريات الست، فهناك العديد من علامات الدهشة والمشاهد التي لا تؤشر أنّنا لا نعيش في موسم دوري المحترفين، فالمشهد على سبيل المثال في مباريات ملعب الرمثا يؤشر أنّنا ما نزال نعيش عصر الهواية في التسويق الرياضي، اللوحات الإعلانية متناثرة وساقطة في مشهد يؤذي المشاهد ويسهم في ابتعاد من يرغب باستثمار كرة القدم للتسويق.

فنيا يمكن القول أنّ المتعة كانت حاضرة في المجموعة الأولى، يمكن اعتبار فريق نادي الحسين، العائد من الدرجة الأولى بطلاً، الفائز الأكبر بانتصاره اللافت على شباب الأردن، بطل دوري المحترفين للموسم الماضي وكأس الكؤوس للموسم الحالي، انتصار يؤشر إلى رغبة نادي الحسين باستعادة مكانته وصورته المعهودة ذات راس، حامل اللقب، يمكن اعتباره الخاسر الأكبر في الجولة الأولى بسقوطه أمام ضيفه منشية بني حسن الذي يستحق التحية.

البقعة أثبت بقيادة مدربه المصري الجديد وموهبة نجمه عدنان عدوس أنّه قادم للمنافسة.
فرق ذات راس وشباب الأردن والعربي عليها إعادة حساباتها قبل الجولة الثانية.

في المجموعة الثانية يمكن اعتبار الفيصلي الفائز الأكبر بانتصاره المستحق على الرمثا الذي قدّم مباراة جيدة في مشهد، بل مهرجان كروي رمضاني رائع لم يفسد حلاوته سوى فئة مندسّة في المدرجات ضررها على الرمثا أكثر من نفعها.
الشيخ حسين، الوافد الجديد، خسر ظهوره الأول أمام الوحدات لكنه كسب التحية، وعلى الوحدات، كما أكّد قائده رأفت علي، أن يتحسب أكثر في المواجهات القادمة.

انتصار الجزيرة على الصريح مؤشر مبكر على رغبة الشياطين الحمر بالصعود إلى منصة التتويج وهم قادرون على ذلك إن أحسنوا استثمار ما لديهم من طاقات وخبرات على المدرب الوطني عيسى الترك أن يوظّفها جيداً.
ما نرجوه أن تتواصل الإثارة ومعها المتعة في باقي جولات كأس الأردن وأن يتضاعف حجم الإقبال الجماهيري.

( المصدر كورة )