سلوك داعش في أوروبا يشبه الاستخبارات العالمية

جي بي سي نيوز :- توافق محللون ووكالات استخبارية على أن تنظيم داعش بات يتمتع بشبكة إرهابية ضخمة تتوزع في كثير من المدن الأوروبية، قادرة على توجيه ضربات نوعية، على غرار ما حدث في باريس وبروكسل. وأشارت مجلة دير شبيجل الألمانية إلى أن التوقيت الذي اختاره التنظيم لهجمات بروكسل كان بالغ الدقة، حيث جاء بعد وقت قصير من إلقاء القبض على أخطر العناصر الإرهابية التي شاركت في هجمات باريس. وتضيف المجلة أن الأسلوب الذي بات يتبعه التنظيم في الفترة الأخيرة أقرب إلى أساليب أجهزة الاستخبارات العالمية.

تُظهر هجمات الأسبوع الماضي في بروكسل أن تنظيم داعش أنشأ شبكة معقدة من الإرهابيين تتجاوز قدرات القاعدة بكثير، فهو الآن قادر على توجيه الضربات باستخدام الخلايا النائمة التي لم تكتشفها بعد السلطات الأمنية. وقالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إن التنظيم اختار توقيتا استثنائيا، حيث تنفست أوروبا الصعداء بعد القبض على أحد إرهابيي هجوم باريس بعد أشهر من الملاحقة عندما حدثت انفجارات بروكسل.

ويتفق المحققون ووكالات الاستخبارات على أن الإعداد لهجمات بروكسل بدأ منذ فترة طويلة، لذلك فإن التفجيرات كانت مؤشرا على مقاربة جديدة لتنظيم داعش في أوروبا، لأن الخطر لم يعد قادما من أشخاص معروفين لدى الشرطة، لكنه يأتي أيضا من أولئك الذين في الظل بالصف الثاني أو الثالث من التنظيم، حتى الذين لم يتم التعرف عليهم بعد، قادرون الآن على تنفيذ عمليات قوية.

طرق الاختراق

تروي المجلة قصة شاب كردي جنّده الإرهابيون لفترة، وتقول إن جميل محمود، شاب كردي من مدينة عفرين، كان يعمل في دهان المفروشات ببيروت، اختاره المتشددون لاختراق صفوف وحدات حماية الشعب الكردية "YPG" في مدينته التي جاء منها شمال سورية، وبعد أن تأكد التنظيم أنه سيعمل لمصلحتهم، قاموا بتهريبه عبر ميناء طرابلس إلى تركيا، دون أن يضطر لإظهار جواز سفره على الإطلاق. من البحر، سلك به الذين استقبلوه في تركيا طريقا برية لمدة أربع ساعات حتى وصل إلى بيت ريفي معزول داخل مزرعة، وبعد شهرين تقريبا، كُلِّف محمود بالانضمام إلى الميليشيا الكردية وانتظار الأوامر، قال محمود للصحيفة إن قادته في التنظيم أخبروه أنهم "سيكونون دائما قريبين وسيتصلون عليه عندما يحين الوقت للقيام بعمل". تم اصطحابه بالسيارة إلى الحدود السورية، حيث سافر إلى عفرين وانضم للميليشيا الكردية كما طلب منه، لكنه بعد عدة أشهر سلم نفسه للسلطات الكردية قبل أن تأتيه أوامر جديدة.

أساليب احترافية

أشارت المجلة إلى أن سلوك داعش يشبه إلى حد بعيد سلوك أجهزة الاستخبارات العالمية أكثر منه المنظمات المتطرفة، وتبين شهادات المنشقين عن داعش أن التنظيم بدأ بتشكيل خلايا نائمة في عدد من الدول الأوروبية في وقت مبكر، وخاصة في تركيا، وبحسب المقاتلين السابقين في داعش، فإن الخلايا النائمة تتكون من رجال ليسوا على قوائم المراقبة لكي يتملصوا من الملاحقة.

وتختم المجلة بالقول "أصبح الإرهاب أكثر احترافية، قادة داعش يشكلون الآن شبكات خلايا نائمة في مرحلة مبكرة، ليتمكنوا من تنفيذ الهجوم دون عوائق، هم يفعلون ذلك في سورية، ومن الممكن جدا أنهم يفعلون الشيء نفسه في أوروبا".

(الوطن - دير شبيجل  2016-04-01)