وسائل التواصل الاجتماعي.. من الحمام الزاجل إلى الـ"تشات والدردشات"...؟!!

جي بي سي نيوز-: منذ أن وجد الإنسان على الأرض، عمل على اختلاق وسائل تمكّنه من الاتصال مع بني جنسه، للتغلّب على ما يواجهه من مصاعب أو مخاطر، وظلّ سعيه مستمرًا لتطوير وسائل اتصاله حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الأن، فماذا يُخبّئ لنا مستقبل التواصل على هذا الصعيد؟

وبدأت الاتصالات بين الشعوب عن طريق الكتابه على الصخور، ثم تطوّرت للكتابة على العظام، وظهرت بعد ذلك أول خدمة بريدية وكانت للاستخدامات الحكومية، ولاحقًا تم استعمال "الحمام الزاجل" لإرسال الرسائل من مكان لآخر، ثم تطورت للكتابة على "ورق البردي"، وتبع ذلك استخدام "الرُسل الراجلة" في إيصال الرسائل.

وبعد حقبة الميلاد، استخدم الرومان المرايا في جهاز يدعى "هيليوغراف" لإرسال الرسائل، ومن ثم بدأ عصر الورق والكتابه العصرية بظهور كتاب مغلف عام 100 ميلادية، وبعد ذلك ظهر الورق "المعروف لدينا حاليا"، ومن ثم ظهرت أول مطبعة خشبية في الصين، حيث تم نحت الرموز على مكعبات خشبية، إلى أن ظهرت الصحف في أوروبا لأوّل مرّة، وتبع ذلك اختراع أول طابعة معدنية قابلة لتغيير الأحرف، ثم جاءت أول كاميرا تعمل بتقنية الغرفة المظلمة "القمره"، وبعدها ظهرت أول آلة كاتبة.

واستمرّت عملية مراكمة التطور في الاتصالات إلى أن نجح العالم جوزيف هنري باختراع أول" تلغراف كهربائي" وهو نظام خاص لإرسال الرسائل اذ يستخدم مقاطع صوتية قصيرة وطويلة، في تراكيب محدده للتعبير عن الحروف الأبجدية والأرقام، ومن هنا بدأ اختراع ما يسمى "الفاكس" وصولًا إلى "التلفون". وتبعه اختراع جهاز "الفونوغراف" الذي يسجل الصوت على اسطوانة من "الشمع"، ثم التقاط أول صورة فوتوغرافية متتالية بسرعة كافية تمكنهم من جعل الصورة تتحرك، إلى أن أصبح التيلغراف يعمل "لاسلكيا"، وبعد أربع سنوات من اختراعه، ظهر ما يسمى جهاز المجيب الآلي.

وفي تطوّر مستمر وسريع بدأ اختراع التسجيلات المغناطيسية، ما ساهم في اختراع "السماعات"، إلى أن تم إجراء أول اتصال تلفوني عبر السماعات بين القارات، ومن ثم بدأ عصر "التلفاز"، انتقالا الى انتشار" الراديو"، ومن ثم التسجيل على شريط فيديو، وصولًا لإمكانية التعديل على الفيديو دون الحاجة للبثّ المباشر.

ومن هنا بدأ عصر تكنولوجيا المعلومات بوضع أول جهاز كومبيوتر "هارفارد مارك"، تلاه ظهور أول ترانزيزتور، ثم أول شبكة في الولايات المتحدة، واختراع الدائرة المدمجة وصولًا إلى أول شبكة انترنت حول العالم وهي "الأربانت"، ثم ظهور أول شبكة تلفون محمول، إلى أن استمر تطوّر الاتصالات اعتمادًا التطوّر التكنولوجي، وصولًا إلى شبكات التواصل الاجتماعي.

ويقول مستشار التسويق الإلكتروني أيمن القاروط، إن هذا التطور المتسارع يُحرّكه التقدّم التكنولوجي والبحث العلمي وزيادة استثمار العالم به، حيث أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي هي المسيطرة في العلاقات البشرية".

ويضيف "أن هذا يدل على حاجة الناس لأدوات تسهل تواصلهم من قريب وبعيد، وتسهّل وتسرع مشاركتهم للمعلومات مع بعضهم، وتسهّل حياتهم وتوفر عليهم الوقت، لكنّها في الوقت ذاته قد تنعكس سلبًا على الناس، بسبب انخفاض التواصل المباشر أو ما قد نسميه بالكسل.

وفي رده على سؤال حول توقعاته لماهيّة التطورات خلال العقود الثلاث المقبة، قال: إنه وفي ضوء التسارع الحاصل، لا يمكنه الجزم بما قد يحدث خلال سنة مقبلة. مشيرًا إلى أن الإنترنت بدأ في الثمانينيات والتسعينيات، ومع دخول الألفية الثانية بدأنا في شبكات التواصل الاجتماعي البسيطة، والتي تطورت بعدها للشبكات التي نعرفها الآن.

وأضاف أن هناك تقنيات جديدة ستطرح في الأسواق قريبًا مثل الـ (VR (Virtual Reality (العالم الافتراضي) والذي كان مجرد حلم ولم نتوقع تحقيقه يومًا، وهناك أيضًا ما يسمى Hologram وهي تقنية الصور ثلاثية الأبعاد.

وعن بقاء شبكات التواصل الاجتماعي من عدمه خلال المرحلة المقبلة، قال إنها ستظل لكنّه توقع أن تشهد تطورات كبيرة عن ما هو متوفر حاليًا.