سجل أداء الشركات في أوروبا .. الرائدة والمتراجعة خلال العام

إيون، أكبر شركة مرافق عامة في ألمانيا من حيث القيمة السوقية، سوف تفكك نفسها في عام 2016، في استجابة متطرفة للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة في بلدها الأصلي.

وتعتبر هذه الخطوة مثالا قويا على الضغوط التي تواجهها شركات توليد الطاقة التقليدية، لأن توسع مصادر الطاقة النظيفة يؤدي إلى تخفيض سعر الطاقة بالجملة.

التحول الأخضر في ألمانيا لم يكن النبأ السيئ الوحيد بالنسبة لشركة إيون في عام 2015، حيث أدى انخفاض أسعار النفط قلص الأرباح من أصولها في بحر الشمال.

في الوقت نفسه، الانخفاض في سعر الفحم قلص سعر الكهرباء بالجملة أكثر في ألمانيا، حيث يشكل الوقود 18 في المائة من توليد الكهرباء. كما تراجعت الأسعار لتوصيل الكهرباء العام المقبل إلى أدنى مستوى لها منذ 12 عاما في أيلول (سبتمبر) الماضي.

علقت شركة إيون آمالها على تحويل هيكلة الشركة. اعتبارا من عام 2016، سوف تكون هناك شركة جديدة، يونيبر، تملك أعمال توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري وتداول الطاقة في شركة أيون. وستركز شركة أيون على مصادر الطاقة المتجددة، والتوزيع وخدمات الزبائن.

في وقت سابق من هذا الشهر، مجموعة RWE أثنت على شركة أيون بالكشف عن خططها لفصل مصادر الطاقة المتجددة عن الوقود الأحفوري.

الخطط الجذرية في كلتا الشركتين تظهر كيف يؤدي صعود الطاقة النظيفة والطاقة الجديدة، مثل العدادات الذكية إلى إعادة تشكيل أعمال توفير الطاقة.

على أن هناك محللون يشكون فيما إذا كانت المرافق التقليدية تملك المهارات والخفة للاستفادة من هذه التغييرات.

مع ذلك، هناك بعض الأسباب التي تدعو للتفاؤل. حيث تولد شركة إيون 18 في المائة من الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء من مصادر الطاقة المتجددة، مقارنة بـ 8 في المائة فقط في شركة RWE.

أضافت أعمال طاقة الرياح البحرية في شركة أيون مشروعين جديدين كبيرين في المملكة المتحدة وألمانيا، ما يجعلها ثاني أكبر شركة لتوليد طاقة الرياح البحرية في العالم من حيث طاقة الاستيعاب المثبتة بعد شركة دونج للطاقة.

في تشرين الأول (أكتوبر)، وافقت على بيع أصولها من النفط والغاز في بحر الشمال النرويجي، الأمر الذي يحد من التعرض لأسعار النفط.

مجموعة منصات الحفر تتضرر كثيرا

كيران ستيسي

كان هذا العام واحدا من أصعب الأعوام في التاريخ الحديث بالنسبة لأي شركة تعمل في مجال النفط أو الغاز، بسبب انخفاض أسعار النفط الخام إلى أقل من 40 دولارا، بانخفاض من 115 دولارا في الصيف الماضي.

تأثير ذلك التراجع شعرت به بشكل خاص الشركات العاملة في مجال الحفر، مع كون عمليات التنقيب الجديدة واحدة من أول الأشياء التي تقوم شركات الإنتاج بتخفيضها.

بشكل خاص هناك شركة سيدريل، شركة منصات الحفر في المياه العميقة التي أسسها قطب الشحن جون فريدريكسون، التي تضررت بشكل كبير، حيث خسرت 1.9 مليار دولار قبل الضرائب في الربع الثالث من هذا العام، بعد شطب 1.8 مليار دولار من الاستثمارات وغيرها من البنود غير النقدية.

في الوقت نفسه، انخفضت أجور منصات الحفر إلى أقل من 300 ألف دولار يوميا - نصف المستوى قبل عامين - كما انخفض تراكم الطلبات من 14 مليار دولار إلى 12 مليار دولار.

يقول محللون إن الشركة تعاني جزئيا لأن نموذج أعمالها كان موجها إلى سوق صاعدة. على سبيل المثال، كانت الشركة تبني منصات الحفر ومن ثم تبحث عن الزبائن لشرائها، على الرغم من أنها تقول الآن إنها لن تبني منصات الحفر إلا عندما يكون لديها عقود.

كما أنها أيضا مثقلة بالديون - حيث بلغ صافي الديون في الربع الثالث 10.1 مليار دولار، ما يزيد قليلا على أربعة أضعاف ما توقع المحللون أن تكسبه من الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك و الإطفاء هذا العام.

أسهم الشركة في أوسلو يتم تداولها الآن بسعر 37 كرونة نرويجية، بنحو 60 في المائة أقل من المستوى الذي بدأت به هذا العام.

وقالت الشركة: "إن عام 2015 كان عاما صعبا بالنسبة للقطاع ككل. شركة سيدريل تملك واحدا من أصغر وأحدث الأساطيل ذات الأداء التشغيلي الممتاز".

العودة من حافة الهاوية

مايكل ستوثارد

وصف انتعاش شركة بي إس آيه بيجو سيتروين هذا العام من قبل أحد المحللين المحترمين بأنه "مثل أسطورة طائر الفينيق"، لأن شركة صناعة السيارات الفرنسية عادت إلى الحياة بعد أعوام من كونها على شفا الانهيار.

ارتفعت الأسهم في ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا من حيث المبيعات بنسبة 60 في المائة تحت قيادة الرئيس التنفيذي كارلوس تافاريس، الذي قلص عدد الموردين، وخفض عدد الموديلات ورفع الأسعار.

ما ساعد الشركة هو الانتعاش في السوق الأوروبية بعد ستة أعوام من التراجع، لكن أيضا تحسن المبيعات في الصين، أكبر سوق لها من حيث المبيعات.

تافاريس تسلم الشركة بعد حزمة إنقاذ بقيمة 3 مليارات يورو تم الاتفاق عليها العام الماضي، تتضمن الحكومة الفرنسية وشركة صناعة السيارات الصينية دونجفينج التين حصلتا على حصص بنسبة 15 في المائة.

تضررت الشركة بشكل كبير في الأعوام السابقة عندما انخفض مستوى أسعار سوق السيارات الأوروبية، لتحقق خسائر تصل إلى 7.2 مليار يورو في عام 2012 وعام 2013.

تافاريس قال في مقابلة مع الفاينانشال تايمز: "سئم الناس من العمل بجد وبعد ذلك يحققون الخسائر. لقد كانوا على استعداد للاستماع لي، وقد فوجئوا مما يمكنهم القيام به".

أعلنت الشركة صافي أرباح بمقدار 571 مليون يورو في الأشهر الستة المنتهية في الثلاثين من حزيران (يونيو) الماضي، مقارنة بخسارة بلغت 114 مليون يورو في نفس الفترة من العام الماضي.

ماكس واربيرتون، المحلل في شركة بيرنشتاين، شبه جهود شركة بي إس آيه "بشطر الذرة، والمشي على القمر وتحديد الجينوم البشري". كما قارن الشركة أيضا "بأسطورة طائر الفينيق".

مع ذلك، من المرجح أن يكون العام المقبل أصعب بالنسبة لتافاريس، حيث يقول محللون إن الكثير من الأمور التي كان من السهل تحقيقها من حيث تخفيض التكاليف قد انتهت الآن. تباطؤ السوق في الصين يمكن أيضا أن يكون بمنزلة مشكلة. وكان تافاريس قد قال إنه أذا أظهرت نتائج العام الكامل في شباط (فبراير) المقبل، فإن استراتيجية التحول الجذري قد نجحت، عندها ستكون حرة في التفكير في عمليات اندماج مع غيرها من شركات صناعة السيارات.

الأوقات الصعبة لصناعة الصلب

مايكل بولر

مزيج من انهيار الأسعار، وزيادة العرض وتعثر الطلب العالمي جعل من عام 2015 سنة صعبة بالنسبة لصناعة الصلب.

هذا الأمر ينطبق حتى على أرسيلور ميتال، أكبر منتج للمعدن من حيث الوزن.

خسرت أسهم المجموعة التي مقرها لوكسمبورج 60 في المائة بعد تخفيضات في توقعات أرباحها.

موجة من الشحنات الرخيصة التي تخرج من الصين، عقب أضعف نمو في البلاد منذ سنوات، أسهمت في تدهور الأوضاع في الأسواق الرئيسية لشركة آرسيلور في أوروبا والولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، فإن الضائقة الاقتصادية التي تنتشر في أنحاء بلدان الأسواق الناشئة أضرت المبيعات والربحية في أعمال في البرازيل وجنوب إفريقيا.

اتحادات الصلب في جميع أنحاء العالم تلقي باللوم على التراجع عن إغراق السوق بالسلعة من قبل المصانع الصينية الخاسرة، لكن المدعومة من أموال الحكومة. ويقول مختصون إن الطاقة الفائضة عالميا تعتبر هي السبب الجذري.

شركة أرسيلور ميتال تقوم بخفض التكاليف بهدف تحسين الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، التي ستصل إلى مليار دولار العام المقبل.

وهذا يشمل عدة خطط لإغلاق مرافق المعالجة في أمريكا الشمالية، عقب اختتام المفاوضات العمالية. سيأمل المساهمون في أن التدابير ستكون كافية لإلغاء تعليق توزيع الأرباح.

مع توقع نمو الطلب العالمي على الصلب بشكل قليل فقط في العام المقبل، حالات التجارة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يمكن أن توفر بعض الراحة. يتوقع محللو الحي المالي في لندن سنة كاملة من الأرباح قبل الفوائد والضريبة والاستهلاك والإطفاء تبلغ 5.26 مليار دولار.

المستثمرون في "إيرباص" يأملون في نجاح مرتفع مستمر

بيجي هولينجر

توم إندرز، الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص، يمكن أن يودع عام 2015 بابتسامة على وجهه. على الرغم من الانتكاسات في اللحظة الأخيرة في طموح المجموعة لتسليم 15 طائرة من طائرتها A350 الجديدة، ذات الهيكل العريض قبل كانون الثاني (يناير) المقبل، إلا أنه كان عاما مرضيا لشركة صناعة الطائرات الأوروبية.

في ما يدعوه نيك كانينجهام من وكالة إيجنسي بارتنرز بأنه "انفصال حاسم عن الاتجاه التاريخي"، أحرزت شركة إيرباص تفوقا واضحا على منافستها شركة بوينج في طلبيات الطائرات.

مجموعة الطائرات والدفاع الأمريكية كانت تخسر الحصة السوقية في سوق الكميات الكبيرة لطائرات المسافات القصيرة ذات الهيكل الضيق، مع تفوق مبيعات طائرة A320new من إيرباص على طائرة بوينج 737 ماكس بمقدار يتراوح بين 2 إلى 1 و3 إلى 1 على مدى العامين الماضيين.

على أن شركة بوينج لا تزال تتقدم فيما يتعلق بالتسليم، لكن على المدى الطويل هناك تشويق من التوقعات في الأجواء، أنها ستضطر لإطلاق مبكر لطائرة منتصف السوق الجديدة لعكس الاتجاه.

هذا قد يكون بمنزلة بشرى سارة بالنسبة لعشاق الطيران، لكنه سيضع الضغط على كلا الشركتين، التين تواجهان منذ الآن تحديا كبيرا في تكثيف إنتاجهما من أجل العدد القياسي من الطائرات المطلوبة بالفعل.

سيكون العام المقبل بمنزلة اختبار لقدرة إيرباص على مواجهة هذا التحدي، حيث ينبغي زيادة إنتاج طائرة A350 أربعة أضعاف وسلسلة التوريد متعبة منذ فترة، كما يتضح من عدم قدرة شركة زودياك إيروسبيس على تسليم المقصورة للطائرة الـ 15، التي كان من المقرر أن تنتهي هذا العام.

مع ذلك، بإمكان المساهمين الاحتفال بعام 2015 ناجح، مع تفوق أسهم شركة إيرباص على معظم المؤشرات الدولية خلال العام الماضي. ينبغي عليهم الاستمتاع بالجولة بينما هي مستمرة.

(المصدر: فايننشال تايمز 2015-12-29)