كأس العالم طارت !
أحياناً، وهذه حال الصحافي دائماً، تأتيك معلومات غريبة دون أن تبذل فيها أي جهد أو تجري وراءها، وتكون أمام موقفين، إما أن تصرفها ولا تعبأ بها، لأنها ليست بالأهمية الكافية، أو لأن أصحابها ليسوا محل ثقة، أو أرادوا كلمة حق يراد بها باطل !!
هذه النوعية أصبح الواحد منا، بحكم تجارب الزمن، لا يجد عناء كبيراً في كشفها، فيسمع من اليمين ويصرف من الشمال، أما النوع الثاني، فعلى وجه السرعة تنتبه لما يقول، يستفزك ما تسمع، تسعى لتأكيده من أطراف أخرى، فتفاجأ أنه يزيدونك من الشعر بيتا، كما يقولون !!
باختصار، سأستأذنكم، من الخروج من مقام كرة القدم «صاحبة الصولجان» إلى كرة اليد، المعروفة بلعبة الأقوياء، فإذا بها عندنا، من كثرة الهوان، أصبحت لا ترقى حتى إلى مستوى لعبة الضعفاء !!
اقرأ هذه الكلمات ولك الحكم في النهاية:
** الاتحاد الآسيوي لكرة اليد أسند مشكوراً إلى اتحاد الإمارات استضافة نهائيات كأس آسيا، وكانت أهمية هذه الاستضافة تنبع من أنها مؤهلة لنهائيات كأس العالم مباشرة، مع إعطاء صاحب الاستضافة ميزة كبرى تتعلق باختيار إحدى المجموعات الخمس ليشارك ضمن منتخباتها مباشرة بدون قرعة، ودون اللجوء لشرط التصنيف الذي يتم بناء عليه توزيع فرق المجموعات بناء على قوتها ونتائجها.
** كان موعد هذه البطولة في فبراير 2016 ، وتقرر إقامتها في أبوظبي بعد أن أعلن مجلس أبوظبي الرياضي مشكوراً تحمله لنفقاتها التي تبلغ مليوناً و200 ألف درهم، ولأسباب تتعلق بحقوق اللاعبين المحترفين حول العالم، قام الاتحاد الآسيوي بتقديمها إلى 15 يناير حتى تنطلق البطولات القارية الثلاث، إفريقيا وآسيا وأوروبا في توقيت واحد.
** أبلغنا الاتحاد الآسيوي بهذا التعديل وطلب منا الموافقة عليه وأعطانا مهلة للرد ، وكانت المفاجأة التي لا تخطر على بال أحد ، أننا اعتذرنا وبصورة نهائية بعد أن استنفدنا المهلة فانتقلت البطولة إلى البحرين !!
** والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة لماذا ؟ لماذا اعتذرنا ؟
ولماذا أضعنا فرصة هائلة كانت من الممكن أن تذهب بنا إلى كأس العالم الذي وصلنا إليه في البطولة الماضية ولم نصدق أنفسنا لأننا وصلنا بفوزين فقط وأربع هزائم !! ثم لم نشارك بموقف أخذناه بإرادتنا نظراً لظروف سياسية.
** الإجابة، اعتذرنا بعد أن اعتذر مجلس أبوظبي الرياضي لأن تقديم البطولة إلى يناير بدلا من فبراير لا يناسب برامجه ، وعلى الفور يطل سؤال آخر، إذا كان هذا حقه لعدم وجود مساحة شاغرة في يناير، فلماذا لا تقام في أي مكان آخر ؟ ويظل السؤال حائرا !!
** وتضيع على الإمارات فرصة تنظيم البطولة المؤهلة لكأس العالم والتي يتأهل منها خمسة بالكامل .. فهل يحق لنا أن نحول السؤال الحائر إلى الهيئة الموقرة ؟
** حقا.. لا أم ولا أب للاتحادات الوطنية، فيما عدا «صاحب الصولجان» !!، أما الأندية فلها ألف أب وألف أم !!
آخر الكلام
** بلغني أن اتحاد اليد المجمد رئيسه منذ ما يقرب من العام «فركش» برامجه بعد أن ذهبت البطولة لمكان آخر، هذا حقه بشرط أن يراعي حق الأندية، وأن لا يصبح التخبط عنوان «الفركشة» !!
** لن أتحدث كثيرا عن الصورة المرتبكة التي تسود كرة اليد الآن ، رغم تعاطفي مع أحوالهم المادية المتردية ، إلا بمثال واحد وسؤال واحد: " هل يجوز لأي اتحاد في الدنيا أن يقرر تأجيل بطولة الدوري لمدة ثلاثة أشهر مثلا قبل أن تبدأ ب48 ساعة فقط !!!؟
** نعم حدث في اتحاد اليد ولا حرج !!
(المصدر: البيان 2015-11-02)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews