Date : 26,05,2024, Time : 03:11:38 PM
1702 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الجمعة 02 محرم 1437هـ - 16 أكتوبر 2015م 02:01 ص

حرب باردة دولية جديدة

حرب باردة دولية جديدة
باسم الجسر

لو أن الغارات الأميركية والدولية على «داعش»، طوال سنة قضت عليها أو أضعفتها. ولو أن الجيشين السوري والعراقي لم يعجزا عن استرداد الأراضي التي احتلها هذا التنظيم. بل لو كانت فصائل المعارضة السورية المدنية والمقاتلة موحدة الصفوف والأهداف وكانت الدول الكبرى المنددة بنظام الأسد جادة في مد المعارضة بالأسلحة الممكنة من الانتصار عليه.. ترى كان بوتين أقدم على ما أقدم عليه مؤخرا ونعني النزول بطائراته وصواريخه وجنوده إلى ساحة الحرب في سوريا؟

صحيح أن روسيا وإيران لم ينتظرا أربع سنوات كي يسفرا عن دعمهما للنظام السوري. ولكنه كان دعما سياسيا دوليا ومساعدات عسكرية مكتومة. أما الآن فإن التدخل الروسي بهذا الشكل أعطى المعارك - الدائرة على الأرض السورية أبعادا جديدة: حجما ومدى وخطورة. أو بتعبير آخر: وسع نطاقها ومد في عمرها وضاعف من عنفها.

لقد تعددت الاجتهادات في تفسير «ضربة» بوتين الأخيرة في سوريا. فثمة قائل بأنها جزء من الحرب الباردة التي تخوضها روسيا ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في أوكرانيا وشرق أوروبا. وآخرون راحوا يتحدثون عن دور الكنيسة الأرثوذكسية التي لم تهضم بعد سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين المسلمين وتطمح إلى لعب دور الحامية للمسيحيين المشرقيين. والبعض الآخر ركز على مخاوف بوتين من أن يؤدي قيام «خلافة» في المشرق إلى تحريك مسلمي روسيا البالغ عددهم ثلاثين مليونا، وهناك واقعيون يقولون إن موسكو لا تريد أن تفقد حليفا تقليديا أتاح لها إنشاء قاعدة بحرية عسكرية على شاطئ البحر المتوسط الشرقي. وثمة من يرجع هذه المغامرة البوتينية العسكرية الجديدة إلى أسباب داخلية هدفها تعزيز مكانته السياسية واستباق ردات فعل المعارضة السلبية إزاء الركود الاقتصادي المحتمل بعد تراجع أسعار النفط.

ولكن أيا كانت الأسباب والدوافع التكتيكية أو الاستراتيجية وراء هذا التدخل الروسي، فإن السؤال الحقيقي يبقى: وماذا بعد؟

الدول الكبرى منقسمة على بعضها بشأن إنهاء المحنة السورية. كذلك - لسوء الحظ - الدول العربية والإسلامية. ولكنها متفقة - ظاهريا - على ضرب الإرهاب المجسم - حاليا - في «داعش». غير أن الدوائر الغربية تؤكد أن التدخل العسكري الروسي يركز ضرباته على المعارضة السورية المعتدلة، أكثر بكثير من توجيه الضربات إلى «داعش». وهذا دليل على أن ضرب «داعش» ليس الهدف القريب أو البعيد لبوتين، بل إنقاذ النظام السوري. فهل يكون الرد الدولي والعربي على ذلك ترك الروس يغرقون في حرب على «داعش» تتعدى أبعادها سوريا؟ أم يكون الرد بتعزيز المعارضة المعتدلة بالسلاح وشتى أنواع الدعم؟

إن أخطر ما في المأساة المصيرية السورية هو تشابك المصالح الدولية والإقليمية والوطنية والطائفية فيها، وصعوبة تبصر الخيط أو الزاوية التي يجب الابتداء منها لحلحلة أو فك هذه التشابكات. هل هو تحقيق انتصار أحد الأفرقاء المتقاتلين على الأرض السورية؟ وأي فريق؟ فريق بوتين - إيران – النظام؟ أم فريق الدول الغربية - الدول العربية - الشعب السوري؟ أم بقاء الأمور على ما هي عليه سنوات، بانتظار حدث ما أو سانحة دولية ما، «يزمط» من خلالها المصير السوري؟ لقد تحدث وزير الدفاع الأميركي عن خطة لتدريب مقاتلين تابعين للمعارضة المدنية المعتدلة تمتد على ثلاث سنوات.. ولكن هل يبقى في سوريا بشر أم حجر بعد ثلاث سنوات من القتال بالطائرات والصواريخ؟

لا شك في أن القضية السورية - إذا لم نقل قضية الشرق الأوسط - دخلت بعد هذا التدخل الروسي العسكري الأخير، حقبة جديدة أوسع أبعادا وأخطر شأنا، وأوفر هدرا للدماء، وتدميرا لما تبقى من معالم الحياة والتاريخ في البلد، الذي قيل عنه يوما إنه «قلب العروبة النابض» والذي تحول اليوم إلى جرح المشرق العربي المفتوح.

صحيح أن ما يجري في العراق واليمن وليبيا لا يقل خطورة عن المعاناة السورية، ولكن خطورته تبقى أخف من خطورة الصراعات الدائرة في سوريا. بحكم موقعها الجغرافي، وتكوين هويات سكانها وتنافس الدول الكبرى والإقليمية على اجتذابها. وتمسك إيران بنفوذها فيها كحلقة رئيسية في مشروعها الإمبريالي المشرقي.

قد يكون الحل أو المخرج أو الإنقاذ، يقول البعض، هو في عقد مؤتمر دولي يضم الدول الكبرى والدول الإقليمية النافذة - أي السعودية ومصر وتركيا وإيران - ولكن هناك أفقا آخر بدأت بعض مراكز الدراسات تتحدث عنه، وهو تصعيد القتال في سوريا للوصول به إلى حرب باردة دولية جديدة بين الشرق والغرب وربما إلى عتبة حرب عالمية ثالثة.

(المصدر: الشرق الاوسط 2015-10-16)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد