Date : 18,05,2024, Time : 05:47:23 PM
2745 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 01 ذو القعدة 1436هـ - 16 أغسطس 2015م 01:22 ص

رياتشي.. البلدة الإيطالية التي عادت للحياة بفضل المهاجرين

رياتشي.. البلدة الإيطالية التي عادت للحياة بفضل المهاجرين

نشر تقرير تعرض فيه إلى المبادرة التي اتخذها عمدة بلدة رياتشي، الواقعة بمقاطعة كالابريا في الجنوب الغربي لإيطاليا، والمتمثلة في الترحيب باللاجئين في هذه البلدة، بعد أن تناقص عدد سكانها وأصابها الكساد، وكادت أن تغلق مدرستها وورشاتها خلال فترة التسعينيات.

وذكر التقرير، أن هذه البلدة التي كانت مشهورة عالميا بفضل تقاليد صناعة تماثيل البرونز التي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، قد جلبت الاهتمام خلال السنوات الأخيرة، عندما أصبحت مثالا للإنسانية والحفاوة، بعد أن قررت مقاومة التراجع الديمغرافي فيها من خلال احتضان المهاجرين، ومساعدتهم على العمل مع الإيطاليين في ورشات النجارة والتطريز ونفخ الزجاج.

وأوضح أن بلدة رياتشي، التي تقع عند مستوى 300 متر فوق سطح البحر، ويتم الوصول إليها بعد عبور طريق طويلة ووعرة، أصبحت مثالا للجمال والنظافة، حيث إن العديد من اللاجئين يعملون في مجال الصيانة والتنظيف، مثل دانيال، وهو لاجئ غيني يعمل في جمع النفايات في البلدة، وكان قد وصل عبر قوارب الموت إلى سواحل جزيرة لامبيدوزا في سنة 2008، ويعيش حاليا في رياتشي مع زوجته وابنيه منذ سنة 2009، فيما يتمتع بحياة طيبة بمرتب شهري لا يتجاوز 1200 يورو.

وقال إنه لفهم سر حيوية هذه البلدة، يجب مقابلة دومينيكو لوكانو، الذي يشغل منصب العمدة لثلاث دورات متتالية. هذا الرجل البالغ من العمر 57 عاما، مثال لطاقة الإنسان الإيجابية وللنظرة المتفائلة. فلطالما كان "ميمو"، كما يحلو لسكان البلدة أن يسموه، من المهتمين بالعمل التطوعي والإنساني، خاصة عندما غرق مركب يحمل على متنه نحو 300 مهاجر كردي قبالة سواحل رياتشي، في الأول من تموز/ يوليو 1998.

ونقل عن العمدة أنه "قام بإقناع سكان البلدة آنذاك بإيواء هؤلاء الأكراد، باعتبار أن كل واحد من سكان رياتشي قد كان شاهدا على هجرة أحد الأقرباء أو أحد أفراد العائلة نحو بلد بعيد". ثم قام بإعادة تهيئة المنازل المهجورة وفتحها للمهاجرين، في محاولة منه لإعادة إعمار البلدة التي أصبحت مهددة بغلق المدرسة واندثار الصناعات التقليدية فيها.

كما أشار إلى أن عدد سكان المنطقة، بعد أن تراجع إلى 900 نسمة في حدود سنة 1998، ارتفع إلى 2100 نسمة، منهم 400 طالب لجوء.

وذكر أن أقدم لاجئ في البلدة هو عامل بناء كردي يدعى باران، وهو يتمتع بمنحة يومية تساعده على العيش، بفضل البرنامج الحكومي لحماية المهاجرين وطالبي اللجوء الممول من وزارة الداخلية، وهو يضمن لكل مسن منحة يومية قدرها 35 يورو، و45 يورو لكل قاصر.

وأضاف أن كل الأطفال يتم إلحاقهم بالمدارس منذ بلوغهم سن الثالثة، وأن كبار السن يتابعون دروسا في اللغة الإيطالية، بمعدل ثلاث ساعات يوميا، لفترة تمتد لستة أشهر على أقل تقدير، كما أن من يمتلكون صفة لاجئ بإمكانهم التمتع بتدريب مهني، ومنحة شهرية تقدر بـ500 يورو.

وأكد أن الخطوات التي اتخذها عمدة البلدة، قد أثرت بشكل مباشر على جميع السكان، باعتبار أن اللاجئين قد استطاعوا الحصول على عمل، مثل عاطفة الإريترية التي تعمل في نفخ الزجاج، وطاهرة الأفغانية التي تعمل في التطريز.

كما تمكن الإيطاليون من الحفاظ على ميراثهم التاريخي وصناعتهم التقليدية، الأمر الذي أدخل البهجة على قلب سالفاتور، ذي الثمانين عاما، وجعله "يحس بأنه أصغر عمرا" بفضل رؤية هذا العدد الكبير من الشباب والأطفال في المدينة.

ونقل عن إيميليا، وهي مدرسة لغة إيطالية، تشرف على قسم يضم من 16 طالبا، تتراوح أعمارهم بين 19 و28 سنة، أن التجربة التي تعيشها منذ ثمانية سنوات تثريها على الصعيد الإنساني، إذ يوجد في البلدة 22 جنسية مختلفة. ويناديها بعضهم بـ"أمي"، الأمر الذي يثلج صدرها، خاصة أنها هي بدورها ابنة رجل هاجر في الماضي نحو الأرجنتين.

وأوضح أن إيميليا لا تنفي المصاعب التي تواجه التجربة التي أسس لها العمدة، باعتبار أن "بعض الأفارقة لا يتحدث بعضهم مع بعض، كما أن مستويات الاندماج في التعليم مختلفة، حيث يوجد الأميون كما يوجد الحاصلون على شهادات عليا، مثلما هو الحال بالنسبة للكاميروني جان، ذي الخمسة والعشرين ربيعا، الحاصل على شهادة في الاقتصاد في بلاده، ويرغب في تعلم اللغة الإيطالية من أجل مواصلة دراسته والحصول على عمل.

كما نقل عن الأب جيوفاني كونيغلي، عميد أبرشية البلدة، أن "رياتشي مثال لحفاوة الاستقبال واحترام الآخر"، وأن العلاقة بين الإيطاليين والوافدين الجدد قد تجاوزت مرحلة مجرد التعايش. لكنه أشار إلى أن الأمر الوحيد المقلق هو أن البلدة لا توفر القدر الكافي من مواطن الشغل. ولكنه مع ذلك ينصح بتعميم هذا النموذج، وتطبيقه في مدن أخرى في إيطاليا وأوروبا كافة.

(المصدر: صحيفة لاكروا الفرنسية 2015-08-15)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد