Date : 30,04,2024, Time : 06:52:41 AM
2972 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 09 شوال 1436هـ - 26 يوليو 2015م 03:05 ص

خلاف الخليج مع الأميركان تفاصيل

خلاف الخليج مع الأميركان تفاصيل
عبد الرحمن الراشد

البعض من السعوديين والعرب نظر بفرح أو غضب أو شماتة إلى الاتفاق الغربي مع إيران على برنامجها النووي، اعتبره انتصارًا كليًا لإيران، وهزيمة نهائية لدول الخليج.
على رِسْلكم، نعم توجد أزمة وخلاف حقيقي إنما تفصيلي، والأرجح أنه لن يغير كثيرًا في العلاقات مع واشنطن. علينا أن نأخذ في الاعتبار مسألتين أساسيتين؛ ضخامة المصالح الخليجية مع الولايات المتحدة، وضآلة القدرات الإيرانية التي لا يمكن أن تحل محل أربع دول خليجية مهمة في علاقة المصالح، وهي السعودية والإمارات وقطر والكويت. هنا أناقش لماذا إيران ليست البديل عن الخليج، وذلك وفق نظرية المعادلة الصفرية، ما يكسبه خصمك تخسره أنت من رصيدك.
إيران تنتج من النفط ثلاثة ملايين برميل في اليوم مقابل 15 مليون برميل يوميًا إنتاج جاراتها الأربع. وقدراتها الإنتاجية متهالكة بسبب الحصار التقني والاقتصادي، وستحتاج إلى أكثر من عشر سنوات حتى تصلحها وتضاعف إنتاجها! تقدير خبراء البترول أن إنتاجها، في عام 2020، وبعد تطوير إمكانياتها، سيزيد مليونًا فقط، أي سيصبح أربعة ملايين برميل. هذه أرقام حقيقية في حساب العلاقات الدولية ولا يفترض أن ننشغل بقراءة أخبار رحلات رجال الأعمال عن شركات السلاح والنفط والصناعة والبنوك لعقد صفقات ثمينة مع إيران استباقًا للانفتاح الموعود. بالنسبة لهم، إيران سوق إضافية وليست بديلة. ولن تكون المتاجرة معها بهذه السهولة بسبب مركزية الحكومة، وصراع مؤسسات الحكم على مداخيل البلاد. فالحرس الثوري، مثلاً، سعى للسيطرة على قطاعات إنتاج مهمة بما فيها المصافي البترولية. والنظام لا يزال ينظر بعين الريبة إلى الاتفاق، مثل دول الخليج، طبعًا لسبب معاكس. ففي طهران هناك من يتوجس من أن الاتفاق مؤامرة غربية لتغيير النظام من الداخل. وحكومة إيران، مثل دول الخليج، تعيش بنسبة ثمانين في المائة على مداخيلها من مبيعات النفط، وليس من صناعاتها أو زراعاتها!
وهناك مَن صوّر المائة وخمسين مليار دولار، التي ستحصل عليها نتيجة الاتفاق، كأنها كنز سيغير وجه إيران. أولاً، هي ليست مكافأة، بل أموال إيرانية كانت محجوزة ضمن العقوبات، ورفض الغرب إرجاعها إلا عندما يقبل الإيرانيون بالتفاوض نوويًا، وهذا ما حصل. ثانيًا، المبلغ ليس ضخمًا، فإيران تعاني من عجز وفقر مادي، ولديها بنية تحتية متآكلة نتيجة الحصار الطويل، تتطلب أموالاً أكبر من المبلغ المسترد. حتى طائراتها المدنية، نصفها لم يعد صالحًا للطيران، كما صرح أول من أمس مدير «إيران إير» وقال إنهم ينوون شراء مائة طائرة جديدة.
مهما انتقدنا الاتفاق، الحقيقة أن الغرب به ركع إيران، ودول الخليج لن تخسر، بل ستكسب لأنه يقيد الخطر النووي. ولو صدقت توقعات الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن إيران ستتغير بفعل الاتفاق، فهو، أيضا، في صالح دول الخليج، والمنطقة، والعالم، أن تتحول طهران إلى نظام مسالم. الخلاف والغضب الخليجي من الجانب الأميركي على التفاصيل، لأن الاتفاق كان يمكن أن يكون أكثر صرامة، ويقيد سياسة إيران العدوانية.
ما نراه حولنا دعاية إيرانية ضخمة تصور التراجع انتصارًا. رقص حكومة روحاني وحلفائها فرحًا لإقناع الجمهور الإيراني، والموالي له، أن إيران انتصرت في معركة الخمسة والثلاثين عامًا ضد الغرب. وهذا ليس صحيحًا حتى الآن. النظام فاوض وجمد ووقع لأنه يحاول أن ينجو من مصير الدول المماثلة له. لقد عوقبت ليبيا اقتصاديًا فتآكل نظام القذافي وتهاوى مع أول انتفاضة ضده. وعوقبت سوريا اقتصاديًا حتى ضعفت وتقزم النظام في مواجهة الربيع العربي. وسبقه نظام صدام العراق، حيث استسلمت بغداد في أسبوع واحد. ولا ننسى الاتحاد السوفياتي، الذي بسبب الحصار أنهك حتى سقط، وتفكك إلى إحدى عشرة جمهورية عام 1991.
ومع أن الحكومة الأميركية استعجلت، وكان بإمكانها الحصول على تنازلات أفضل، إلا أن الاتفاق بذاته انحناءة بزاوية تسعين درجة من نظام طهران، الذي كان يرفض تمامًا، في الماضي القريب، أي إيقاف أو تجميد أو اشتراطات على مشروعه النووي، وكان يعتبرها خيانة في حق الأمة. النظام أنفق مليارات الدولارات على برنامجه النووي الذي كلفه أكثر، لأنه يعمل ويتعامل بالسرية، وخسر بسبب عقوبات عليه فرصا اقتصادية ومالية رهيبة. وتدهور اقتصاده في عملته قبل عامين، حتى صار الدولار حاليًا يعادل 25 ألف ريال إيراني!
أدرك النظام أنه لن يعيش طويلاً نتيجة تدهور مداخيله والحصار عليه، فجاء بروحاني المعتدل رئيسًا، ليبدأ تنازلاته مع الغرب قبل السقوط، وخصوصًا بعد أن رأى مصير الأنظمة المشابهة له مثل صدام والأسد والقذافي. الأشكال الوحيد أننا لا نعرف إن كان النظام يمارس مسرحية كاذبة تعطي الانطباع بأنه قرر أن يتغير ويلحق بركب العالم، الأكيد أنها شجعت الإدارة الأميركية على إبرام اتفاق يحفظ لحكومة إيران ماء وجهها، أمام مواطنيها، بأن الصفقة لا تلغي النووي، بل تؤجله.
نحن نعتقد أن واشنطن كان بإمكانها الانتظار حتى تحصل على اتفاق يعطل سياستها العدوانية وليس برنامجها النووي فقط، ومن الواضح أن طهران كانت مستعدة لو استمر الضغط عليها، إلا أن البيت الأبيض مستعجل في الحصول على اتفاق يعتقد أنه يفي بالمطلوب، وأنه قادر على تغيير سلوك إيران لاحقًا.
ماذا عن علاقة الخليجيين بالولايات المتحدة؟ هل كان التحالف معها خطأ منذ البداية؟ غدًا، البقية.

(المصدر: الشرق الأوسط 2015-07-26)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد